(11-14-2011, 02:02 AM)* وردة * كتب:  المرأة العاملة تختلف ثقافياً واقتصادياً عن غير العاملة ومن نواحي عديدة أخرى لأن العمل يمنحها أشياء لا تشعر بها إلا حينما تمارسه خارج إطار المنزل حيث ترى عالماً آخراً تندمج فيه وتتطور وتتغير وتتأثر بالمعلومات التي تستقيها وتتبادلها مع الآخر فتعبر عن مهاراتها وقدراتها وتخصصها المعرفي وتساهم في البناء الاجتماعي الثقافي وتحوز قوة الإرادة والشخصية فتشعر بذاتها واستقلالها وأهميتها كفرد منتج بالإضافة إلى أنها تدعم أسرتها مادياً وتؤمن نفسها من ناحية اقتصادية فتعيش خارج دائرة الزوج والأسرة وفي إطار محتشم بالتأكيد .. ..ولا مانع من الاستعانة بالخادمة في سد جزء من دورها مقابل تحقيق كل ذلك ..

الزميلة وردة أوجزت أهم مزايا العمل للمرأة والتى تتفق مع التحضر وتتفق مع توجيه الاسلام بقول (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى) ، والعمل الصالح ليس كله عبادة الله بل معظمه التعامل مع المجتمع.

ومن هنا أرى ضرورة تدخل المجتمع او الدولة فى عمل المرأة ، بمعنى تهيئة المناخ الكريم لعمل المرأة حتى لا تدخل فى مرحلة المفاضلة بين عملها وبيتها وأسرتها ، بل توفير سبل الكرامة للمرأة وللبيت وللأسرة.

وأنا ضد عمل المرأة فى عمل وضيع (واعتذر للفظ) مثل خادمة ، فكيف نتحدث عن حرية الانسان وعن التقدم التكنولوجى ، فلا احب أن يعمل انسان لدى انسان مقابل اجر ولكن أن يعمل الانسان لكيان اقتصادى مقابل اجر فهو أفضل ، والتقدم التكنولوجى جعل سهولة الاعباء المنزلية تزيد مع الوقت واصبحت أعباء المهام المنزلية التى اعتادت المرأة تحملها تنخفض مع الوقت وفى خلال اقل من ساعة يعود المنزل نظيفا وتتاح لربة المنزل ساعات اكثر تقضيها فى شئ آخر سواء كان عمل او تسلية او هواية ...

لذلك يجب على المجتمع العمل على راحة وحماية الضعفاء من خلال مؤسساته والضعفاء من وجهة نظرى هم الإناث والاطفال والمسنين ، فعلى المجتمع سن قوانين حماية المرأة فى العمل وعلى المجتمع إعادة ثقافة التربية قبل التعليم فى المدارس والعمل على انتشار دور حضانة تقوم بدور الام البديلة لحين استلام الام طفلها من الحضانة وعلى المجتمع توفير وسائل مواصلات كريمة تراعى فيها السيدات أولا وعلى المجتمع توفير غطاء مالى للمرأة التى لا ترغب فى العمل او ترغب فى التقاعد عن العمل بصورة لا تجعلها ترغب فى العمل إلا لرغبتها هى ولطموحها الشخصى فقط.

ثم نترك الاختيار للمرأة وأسرتها بعد ذلك