لا أدري هل أن قدرالأخوة الفلسطينيين الأبدي المراهنة على الحصان الخاسر و بما يضر قضيتهم؟
فعلوها في 1990 و في 1980 و 1974 و غيرها
يتكلمون عن تصدع النظام و لا أدري أين هي بوادر هذا التصدع.
بضعة جنود و ضباط منشقين هنا و هناك. "جيش سوري حر" يجلس في فنادق اسطنبول.
هيكلية دولة سياسية متماسكة بالكامل. أرفع منصب استقال فيها هو مفتي درعا و نائبين منها و قد عادوا عن استقالاتهم بالرضى بالإكراه لا يهم.
و لا تزال الشكوك تحوم حول المحامي العام في حماه الذي لا يزال مختفيا حتى هذه اللحظة. أذكر أنني قلت أنني أصدق رواية الدولة أنه مخطوف حتى يخرج علينا من خارج سوريا في مؤتمر صحفي (كما وعد) و هو ما لم يحدث.
يتحدثون عن انهيار الاقتصاد.
أولا هذا لم يحدث حتى الآن. الليرة السورية متماسكة حتى في السوق السوداء و فقدان بضعة ليرات مقابل الدولار ليس بالشيء الكثير. الليرة في السوق السوداء لم تتجاوز 53 مقابل الدولار بينما و للمقارنة أيام أزمة الحريري وصلت إلى 62.
الأسعار في السوق أيضا لا تزال ضمن حدود التأرجح العادي و لم تصل حتى إلى الزيادة المعتادة التي ترافق زيادة الرواتب.
ثم و على فرض أنه بعد فترة تأثر الاقتصاد بشكل كبير. هل سيعجز بشار الاسد عن دفع رواتب جيشه؟ إذا وصلت سوريا إلى هنا فلا شك أن الشعب سيكون قد وصل إلى حالة مجاعة من مجاعات أفريقيا لأنه من المفهوم أن النظام سيعمل على جعل الجيش و الأمن و المدن التي يريد المحافظة على تأييدها (كدمشق و حلب)و رجال الأعمال المؤيدين آخر من يتأثر بانهيار الاقتصاد.
مرة أخرى أذكركم بكوريا و كوبا و العراق في التسعينات.
يعولون على تدخل عسكري و إقامة مناطق على الحدود مع تركيا و الاردن.
هذا الأمر مستحيل
1- لا توجد نية لفعل ذلك و لا أدري لماذا حتى الآن لا يريد العرب سماع ذلك. أذكر في مقابلة على العربية كانت ميسون عزام تستضيف مسؤولا بريطانيا كبيرا سألته عن أفق التدخل العسكري في سوريا فاجابها أنه لا يوجد أفق. فأعادت السؤال هل إذا أمن العرب الغطاء ستتدخلون عسكريا فأجابها أنه ليست هناك احتمالية للتدخل العسكري فقالت و إذا غيرت روسيا و الصين موقفهما هل ستتدخلون عسكريا فكرر أنه لا يوجد نية للتدخل العسكري. فقالت هل هذا بسبب حماية اسرائيل و كما قال رامي مخلوف "النظام السوري موجود لحماية إسرائيل" (قالتها بالحرف كما هي بين علامتي الاقتباس و معلومكم أن رامي مخلوف على الأقل لم يقلها بهذه الصيغة) و هل إذا غيرت إسرائيل موقفها ستتدخلون عسكريا. أجابها رحيل النظام السوري أفضل للمنطقة كلها بما فيها إسرائيل و هو مصدر عدم استقرار و لكن هذا يجب أن يتم بيد الشعب السوري و ليس من خلال التدخل العسكري. ثم رمت عليه سؤالين آخرين في حال كذا و في حال حصل كذا هل ستتدخلون عسكريا و ارتفعت نبرة صوتها و كانت العصبية بادية عليها و المسؤول البريطاني في كل مرة يكرر نفس الفكرة لا تدخل عسكري في سوريا.
ما قاله المسؤول البريطاني كرره الفرنسيون و الأمريكيون و الأتراك و مسؤولوا حلف الناتو و مو ناقص غير يحلفولكن عالقرآن و الإنجيل و التوراة . يا جماعة مافي تدخل عسكري ليش ما عم تصدقوا.
2- لا توجد إمكانية لفعل ذلك. لا عند تركيا و لا عند الأردن بالطبع.تركيا لا تستطيع احتمال الضربة الصاروخية السورية و في حالة الأردن فسوريا ليست مضطرة لاستعمال ضربتها الصاروخية فالقطع العسكرية العادية و الموجودة بطبيعة الحال قرب الحدود الأردنية قادرة على التعامل مع الموضوع.
3- لا توجد جدوى لفعل ذلك.
التدخل العسكري سيكون إما بإقامة حظر جوي و من قال أن الجيش السوري مضطر لاستعمال طائراته.

و إما سيكون بتقديم الغطاء الجوي لعمليات "الجيش السوري الحر". عمليات "الجيش الحر" هي عمليات حرب شوارع لا يمكن تقديم الغطاء الجوي لها لأنه يعني ببساطة قيام الناتو بقصف المدن و البلدات السورية التي يفترض أنه جاء لحمايتها. و سيتخلص الجنود السوريون من عبء أنهم يخوضون حربا كلما قتلوا فيها أحدا قامت الدنيا و لم تقعد إعلاميا و كلما قتل منهم احد قالوا أنهم قتلوا لعدم إطاعتهم الأوامر بإطلاق النار. إن تخلص الجنود من هذا العبء الأخير ففرق العدد كاف لوحده لحسم المعركة خلال أيام قليلة.

و إما سيكون بإقامة منطقة عازلة يتجمع فيها "الجيش الحر" و هنا قمة الغباء سحب "الجيش الحر" من حرب الشوارع ووضعه في مناطق مفتوحة على الحدود ليخوض حربا نظامية ضد الجيش السوري. في هذه الحالة قطعتين مدفعية و ساعتين زمن تكفي لإيادة هذا "الجيش الحر"