طرطوسي، أنت لم تفهم كلامي
بالمعنى الاستراتيجي والسياسي، فالنظام فقد السيطرة على الأرض، ولكن ليس بالمعنى الحربي أو العسكري. فالنظام ليس بحرب مع دولة أخرى.
على فكرة هناك أماكن فعلياً لا يسيطر عليها الأمن ولا الجيش بحوران.
ما علينا:
في مفهوم الدول، السلطة يجب أن تكون مسيطرة بشكل تام على كل الأراضي التي تحكمها وإلا فإنها تعتبر بأفضل الأحوال "غير مستقرة". القدرة على فرض الأمن وهيبة السلطة لها عدة أدوات واعتبارات، منها السياسي ومنها الإداري .. السياسي يكون بحسب الفلسفات السياسية بالحكم: إما بالرضا (في الدول الديمقراطية)، أو بالخوف (في الدول الشمولية).
ويعتمد النظام على أدوات إدارية كالأمن ومكافحة الشغب والشرطة لتأمين أمن المواطن وكلما كان استخدام هذه الأدوات قليلاً، وفعالاً كلما كانت السيطرة قوية.. أما الجيش فلا يستخدم عموماً إلا للحفاظ على أمن الوطن أمام العدو الخارجي، ويعتبر تواجده داخل الوطن استثنائياً طارئاً ويجب أن يكون قصيراً ومراقباً من المجتمع المدني ومؤسساته.
في سوريا الشمولية فقد النظام عامل الخوف هيبته وقوته، والرضا بالطبع غير موجود. لذا نرى زج الجيش في فترات طويلة لا طارئة، وأصبح النظام مجبراً ليحكم هنا وهناك على استخدام قواه المنهكة من الجيش والشبيحة والميليشيات المدفوع لها بل واستقدام عناصر خارجية.
وبعد كل هذا فهو لا يستطيع أن يوقف التظاهر ولا التمرد عليه ولا الانشقاق، رغم كل هذه الآلة القمعية الجبارة التي يستخدمها.
فماذا يسمى هذا؟ هذا بالمنطق السياسي "فقدان سيطرة" على أمن البلاد أي على الأرض.
أما حين يفقد السيطرة على البلد بالمعنى العسكري فحينها سيكون قد سقط فعلاً.
وهذا لا أراه بعيداً
تحياتي