أخي الحبيب "أسير الماضي":

سعيد بوصول ردك. اسمح لي برأي.. ممكن؟ من رأيي أنه دع عنك ريتشارد دوكنز وأمثال هؤلاء. أنت نفس حية بالإيمان وهكذا كان طاغور ورابعة العدوية وغيرهم وأما دوكنز فميت دون شك وإن كان يمشي على أطراف كباقي البشر. ما قيمة العلوم إن كانت نفسي ميتة؟! والتطور ربما يحدث وربما لا يحدث... بماذا تفرق؟ المهم أننا قد جئنا وأتينا وكفى. وحتى لو قلنا بصحة ما في التطور فالله هو المهندس الكبير وراء كل هذا وهو يصمم كل هذا بدقة غير عادية. العشوائية جاهلة وأما ما في الكون فدقيق الصنع أبدعه فنان ماهر هو الخالق.

من جهة سؤالك "أين الله من هذا المرض"؟ أجيبك أنه لا حاجة لنا أن نظن أننا نضع الله في زاوية حرجة فنحن تراب يا صديقي ولا نعرف شيء. كلما ذهبت للمستشفى للتداوي أرى حيرة الأطباء وهم يضربون كفًا بكف ويعلنون أنهم جاهلون تمام الجهل.. وفي أميركا أم الدنيا!! العلم عاجز تمام العجز يا صديقي وأما الله فقدير وعنده الجواب على كل سرّ تحار فيه عقولنا.

أنا مؤمن بالله مثلك ومثل آلاف المؤمنين. ما يهم هو أن نؤمن. الفجيعة كلها في أن لا نؤمن. لا تهمني طريقة إيمانك ولكن المهم هو أن يكون لك إيمان. الله هو "كيان" أو بتعبير البعض "شخص".. قدرة ولها كيان تعمل في الكون وفوق الكون وخارج الكون ومن داخل الكون نفسه.

ولست كنز ولا شيء يا صديقي بل أنا خاطيء ضعيف وبحاجة لرحمة الله مثلك ومثل كثير من الخطأة الذين يرفعون بصرهم إليه لكي يتحنن علينا ويجعلنا قريبين منه تعالى.

وعلى فكرة، أنا فرحان أن ربنا استخدم تجارب الاقتراب من الموت لإرجاع ثقتك بربنا. هذا يفرحني جدًا جدًا جدً جدًا... لتزداد هذه الثقة دوما وتناجي خالقك بحرية. هذا ما يهم ولا تسمح بأي تشويش لا من دوكنز أو أمثاله.