(11-21-2011, 04:47 PM)أسير الماضي كتب:  بهجت أنسان رائع دمث الأخلاق و معارفه لا تعرف حدودا و مع ذلك نراه يلتزم تواضعا ملحوظا حتى في حواره مع المبتدئين في السعي الفكري،، فعلا هو شمعة ذهبية مضيئة وسط صحراء مظلمة.

أستاذي بهجت هلأ أخبرتنا عن وسطك المجتمعي الذي تعيش فيه و هل لديك صوت مؤثر بينهم و هل هو من نفس المجتمعات المصرية المعتادة و ما هو رأيك حقيقة بما ستؤول اليه مصر حيث ان الحجاب الآن مفروض و ربما ستكون هناك هيئات عقائدية لمراقبة المجتمعات ؟

و تقبل أرقى تحياتي

الأخ الكريم أسير الماضي .
الماضي يا صديفي مجرد سراب أو وهم ، ماهو الفرق أن يكون ماضيا بعينه هو ماضيك أو شيئا قرأته . الإنسان هو الذي يقرر ماضيه بإرادته هو عندما يصنع حاضرآ يوافقه و يعبر عنه .. الشيء المؤكد في هذا العالم هو اللحظة التي نعيشها وليس المسار الذي نعتقد أنه " كان " نحن . أتمنى أن تشعر أنك " سيد الحاضر " وقتها ستغير توقيعك و هذا ما أوقن أنك ستفعله من متابعتي لمداخلاتك .
تقبل عرفاني و امتناني على مداخلتك الكريمة .
عشت يا صديقي حيوات متعددة حتى أعتقد أحيانا أنها كانت لآخرين . كثير جدا من الأخطاء لا أصدق أني ارتكبتها ،و أيضا الكثير من الأعمال الطيبة . شباب مبكر في الحلم الناصري منفعلآ به متحمسا لمصر و للعروبة ، حياة في الجندية المحترفة خضت أثنائها مخاطر عديدة ، عمل سياسي ..وفديا متحمسآ ثم مشاركا للدكتور فرج فوده نضاله الوطني العلماني ، حياة مهنية ناجحة في الخليج و دبي تحديدآ طالت بأكثر مما توقعت هي أنجح و أجمل سنوات العمر ، فدائما أكون ناجحا مع الأوربيين و العرب و ليس المصريين ،ولا أعرف لم و لكن المصري غالبا يعاني النيران الصديقة ! ، خلال تلك السنوات عشت مجتمعآ عربيا كاملآ قليل المعارف من المصريين لدرجة الندرة . و الآن حياة هادئة في مصر أبا لأسرة متماسكة أقرأ و أكتب أحيانا في المنتديات و الان نادي الفكر فقط تقريبا . و أرى ذلك واجبا وطنيا و قوميآ ، أن نجعل تجاربنا متاحة لجيل جديد بعضه سيكون امتداد لنا ،و سيصنع حلما جديدا و تجارب شخصية ناجحة .
أعتقد أني كنت شديد التأثير على دائرة صغيرة تحيطني ، شديد التأثير إلى درجة تفاجئني ، ففي مرة سألت شابا علمانيا :" كيف نجوت من الطوفان الديني ؟" فقال :" بسببك " فكنت أسمعك تناقش . و لكن لا يمكن أن نكون ظاهرة في مصر ، فهناك قليلون جدآ يمكن أن تصفهم بعلمانيين في مصر حتى من جيلي الذي بدأ علمانيا و لكن أغلبيته الساحقة تحولت إلى التأسلم .
في أي مجتمع هناك الأغلبية الساحقة تنتمي للتيار العام و على يمينها نسبة صغيرة و أخرى على يسارها ، الأمر كله يتوقف على التيار العام ، هذا التيار العام -الذي يصبغ المجتمع كله - علمي و ليبرالي في الغرب ،وهو إسلامي أصولي في مصر .
لا يمكن توقع شيء في لحظات التحول التي تمر بها المجتمعات ،و لكن هناك قاعدة تقول أن المداخلات inputs الصغيرة في لحظات التحول تعطي مخارج كبيرة outputs . وما لدينا من مداخلات لا يجعلنا نتوقع شيئا جيدآ .