اسرائيل اليهودية في شرق اوسط اسلامي

صعود التيارات الإسلامية وحتى المعتدلة يصب مباشرة في مصلحة اسرائيل.. لأن وجودها الديني وطبيعتها كدولة يهودية يحتاج الى أعداء من نفس الطبيعة اي اعداء دينين.. وليس اعداء ديموقراطيين.. وبذلك تستطيع هذه الدولة اليهودية أن تبرر قوتها العسكرية والعنف الذي تتعامل به مع الفلسطينيين والمنطقة بشكل عام.. وتتمتع بحماية وشفقة واهتمام الغرب بها كدولة يهودية صغيرة يحيط بها الإسلاميين من كل حدب وصوب...

إن حماس بحد ذاتها مع فصائلها العسكرية بغض النظر عن شرف المهمة التي تقوم بها هذه الفصائل يصب في مصلحة اسرائيل.. التي تريد ان يشعر الجميع بهذا الخطر الإسلامي الذي يواجه الوجود اليهودي المبارك من قبل امريكا والغرب ومن يدور في فلكهم.. حماس اعطت اكثر من مبرر للغزو واجتياح القطاع وقتل وتخريب وتهميش اي قوة سياسية فاعلة توحد القيادة الفلسطينية فلا احد يشك ابدا في الفائدة الكبيرة التي منحها انشقاق فتح وحماس لدولة بني اسرائيل اليهودية.. كما فعل ذلك تماما حزب الله الايراني اللبناني في حرب تموز .2006

ومن هنا ارى ان توجيه الثورات العربية التي فاجأت اسرائيل والعالم والبلدان العربية بحد ذاتها باتجاه ديني بحت يصب في مصلحة دولة دينية يهودية صغيرة مظلومة تحيط به الوحوش الدينية الإسلامية من كل الجهات.. هذا لا يعني ابدا ان التوجه نحو هذا الربيع العربي هو مخطط او مؤامرة كما يحلو للبعض ان يراه.... بل إن الأمر هو وكما كان دائما عبارة عن استغلال الفرص والتحرك السريع للاستفادة من كل التغيرات وجعلها تصب في النهاية بشكل او بآخر في مصلحة الغرب وربيبته اسرائيل

لقد تعاملت الامم الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية مع كل الديكتاتوريات التي ظهرت في العالم تحت مسميات اشتراكية وتقدمية وليبرالية بهذه الطريقة.. أي اللعب مع الفرص المناسبة واستغلال الأخطاء الشنيعة احيانا التي ترتكبها هذه الأنظمة الديكتاتورية التي كانت في أغلبها معادية للإمبريالية والصهيونية لكي تضع خططها للتحكم في مصير هذه البلاد وامامها هدفين لا ثالث لهما لهذه المنطقة.. هما : اسرائيل والنفط... وبذلك دعمت بشكل ظاهر او باطن وجود انظمة ديكتاتورية موالية او ممانعة لان كليهما ضرورة اساسية لتفتيت المنطقة وتشتيت قواها البشرية والاقتصادية لتصب في مصلحة اسرائيل وتدفق النفط..



ميدان التحرير الآن

ان صعود القوى الإسلامية المعتدلة كثمار لهذا الربيع العربي المفاجئ لن يزعج الغرب واسرائيل.. فالبلاد التي تنتج السلاح والتي تحرك سياستها المصالح الاقتصادية العسكرية.. واسرائيل التي تستعمل هذا السلاح للحفاظ على بقائها.. وهما الاقوى طبعا بين طرفي المعادلة.. لن يزعجهما وجود اعداء على طول وعرض منطقة الشرق الأوسط رغم كل التهويل والتخويف التي تمارسه السياسة الاعلامية الدعائية لهذه الامم المتفوقة من المد الإسلامي الذي قد يحمله الربيع العربي..

ان من قام بإشعال شرارة هذا الربيع العربي ومن سار به الى مختلف البلاد الأخرى لم يكن ابدا هو التيارات السياسية الاسلامية او غيرها ابدا.. إن سر هذه الثورات التي تطالب بالحرية والكرامة يكمن بانها خارجة عن اطار اي معارضة معروفة سرية ام علنية في هذه البلاد وعلى رأسها التيارات الإسلامية المعروفة والتي كانت هي أول من تحفظ على هذه الثورات بل وقف ضدها في بعض الأحيان حسب الموقع الديني والطائفي لهذه المعارضات الاسلامية..

ومن هنا استطيع ان اقول ان ما يحدث في ميدان التحرير الآن هو رفض لهذا المشروع الديني مهما بلغ اعتداله او تطرفه وبدعم من العسكر ومجالسهم.. هو الذي سيجر بلاد الشرق الأوسط الرائدة وعلى رأسها مصر وسوريا وليبيا "كنفط" الى منطقة دينية مظلمة لم تتضح من رؤاها سوى انها تشكل خطرا على البلد الصغير المدلل اسرائيل...

تحية لثوار مصر تحية لمعتصمي ميدان التحرير تحية لرافضي التبعية الدينية.. والخزي والعار لكل الاحزاب المصرية التي رفضت تحركات ميدان التحرير الأخيرة بعد ان ثبت حضورها المجلس العسكري الذي هو بمطلق الأحوال ليس بعيدا البتة عن السياسات الأمريكية في مصر والمنطقة....



منقول من الفيسبوك