(11-27-2011, 04:06 AM)ابن سوريا كتب:  أرغب بسؤال صريح ومصارحة مع الزميل الطرطوسي الذي يكرر بعض الأفكار، التي ربما تُحكى له بمحيطه دون أن يتدبر بها.
وسؤالي وأسئلتي بالأحرى هي من باب المودة فعلاً، فأنا كالزميل "تموز" أرى به محاوراً جيداً، ولكني أرى معلوماتك "مؤدلجة" حيناً ومتحيزة ومفككة أو ضعيفة جداً أحياناً، رغم أني أجد بك نَفَساً ناضجاً.

أولها: لقد كررت مراراً وتكراراً أن الثورة ببدايتها في درعا، كانت مسلحة، وموجهة ضد الطائفة العلوية، أي مذهبية، ولكني أريد منك إخباري كيف استقيت معلوماتك؟ فأنا أعلم تمام العلم أن الثورة لم تتسلح إلا حديثاً جداً، ولم يكن هناك أي استهداف للطائفة العلوية بدرعا، لعدم وجودها بها أساساً.
ولأذكرك بيوميات الثورة، أن الدولة نفسها حين اتهمت حمص وبانياس بعدها بشهر استثنت درعا ضمنياً من اتهاماتها بالسلفية، لأنه لم يكن هناك سلفية ولا حتى أسلمة للثورة، ولليوم أستطيع أن أؤكد أنه بحوران كلها لا يوجد نفس طائفي ولا إسلامي بثورتها، وليكن بالعلم أن تنسيقية الحراك التي تبث يومياً تقريباً وهي من أحد محركات الثورة قادتها علمانيون ومنهم ملحدون.. وهذا ينسحب على "خزان البعث" التقليدي بحوران كله.
بحوران لم يكن هناك أبداً طائفية ولم يكن هناك شعار مذهبي وطائفي واحد، وربما أخبروك بغير ذلك يا زميلي لكي يقنعوك بالنتيجة التي أوصلوك لها "أن تبقى مع النظام". فهو يريد من يقف معه في هذه المرحلة الحرجة.
وأريد أن أوصل رسالة، أن وقوفك ووقوف غيرك غير المشروط مع النظام هو أساس المشكلة، فهذه ثورة شعب، وإن وقفت طائفة صغيرة عددياً ولكن بصفتها الطائفية فهي مصيبة على البلاد، عليك وعلي.
فلم يمنعك أحد من المشاركة في الثورة، غير خوفك منها، لا لأنها إسلامية بأساسها. هذه توهمات أقنعوك بها .. فأنت بنفسك اعترفت أن حوران هي خزان البعث، فلماذا انقلب هذا الخزان على معبئيه؟؟
فكر ثم حلل ثم ناقش

ثانيها: لقد ذكرت كثيراً أن قتلى كثر من الطائفة العلوية تراهم يشيعون ويدفنون في قراهم في جبال العلويين، أي أنهم قرويون، ذهبوا لمكان ما وقتلوا.
حسناً هؤلاء ضحايا حرب، ولكنها ليست حرباً طائفية، هي حرب بين النظام والثوار، لماذا يكون هناك نصيب الأسد للعلويين فيه؟ هل يجب أن يدفع البعض من القرويين الثمن في حرب الدفاع عن النظام؟ هؤلاء لم يقتلوا في نزهة أو سيران، بل بالتأكيد كانوا "يشبحون"، ويقتلون أخوتهم بالوطن في حوران وحمص وإدلب وريف دمشق، فما الذي ذهب بهم إلى هناك؟ لماذا يضعون أنفسهم في موقع المعادي لأخوتهم في الوطن؟
ثالثها: هذا الوطن لنا جميعاً، فلا تعتدوا فلا نعتدي، ولكننا صبرنا كثيراً يا أخي، وطفح الكيل. الثورة السورية تسلحت نعم، ولقد كتبت منذ أشهر عن تسلح الثورة، وهي ليست عيباً، بل ضرورة، اليوم أنا مع التسلح الكامل وإسقاط النظام بقوة السلاح .. فلا ينفع مع هذا النظام سلام وسلمية.
ستبقى المظاهرات سلمية، ولكن لن ندير أي خد لأي معتدي. علمانيين كنا أم إسلاميين أم ملاحدة. النظام لا يفهم إلا بمنطق القوة، وسيسقط بهذه القوة، وسيعرف إلى أي منقلب ينقلب.
فلا تهمشوا أنفسكم في العقد الآتي لسوريا. فنحن سنبني سوريا الحديثة، ولن يكون أي أحد خارجها، ولا أحد لديه منعة ولا حصانة، ولو اعتقدت أن العلويين في الجبال يصمدون فصمودهم آني، وفي علم السياسة القرن ليس إلا يوم.. وهاهي تركيا فيها علويين أكثر من سوريا ونسبتهم أكبر من سوريا (20 بالمائة) ومع ذلك فصوتهم بحسب نسبتهم، لا يزيد ولا ينقص.
فخلونا نبني سوريا المستقبل بدون مزيد من الجراح، لأن ما عانيناه يكفي.

اليوم خلصت "ثوريا"، وخبرناكم من أشهر أنها ما خلصت "نظامياً"، وأن الأسد سيسقط فما صدقتمونا، وبقيتم تعاندون، وأنكم ستنجحون وسينتصر النظام وأنه قوي وأنه سيركع الدنيا كلها "وقليلة عليه"، يا أخي مافي نظام أمريكا وأوروبا والدول العربية كلها بتحطو براسها وبيبقى، حلكم تفهوها بقى. لشو نظل نتألم وكلما زاد ألم الناس كل ما رح تكون المرحلة المقبلة أصعب وأقسى، والانتقامات أسوأ وأفظع.
هل سيبقى التاريخ يعيد نفسه؟
أتمنى أن : "لا".

تحياتي الممزوجة بالألم والحزن والأمل.

"ستبقى المظاهرات سلمية، ولكن لن ندير أي خد لأي معتدي. علمانيين كنا أم إسلاميين أم ملاحدة. النظام لا يفهم إلا بمنطق القوة، وسيسقط بهذه القوة، وسيعرف إلى أي منقلب ينقلب."

الزميل إبن سوريا.

لماذا تخلط الحابل بالنابل:
من يقوم باعمال القتل على الهوية هم عبارة عن تيار متشدد لا علاقة له بك ولا علاقة لك به فلماذا تورط نفسك ?

هؤلاء لا يمكن الدفاع عنهم وليسوا بحاجة لأسباب من قبل ما أسلفت ليقتلوا بوحشية وقد حذر الكثير من المعارضين منهم حتى قبل بدء "الثورة" بسنوات , هؤلاء قد حانت لحظتهم وهم على الأرض أقوى منك ومن برهان غليون!

أنا لست مدافع عن شيطان وأعلم أن هنا ممارسات طائفية وأنظر للنظام ضمن نطاق تاريخ سوريا الحديث
أنت تعلم أن حزب الإخوان والمتشددين من الإخوان ووحاضتهم الإجتماعي والفكري هو سابق بوجوده على الأحزاب القومية والطائفية فهم وجدوا قبل عبد الناصر وحافظ الأسد, الحركة الوهابية كانت سابقة على كل الحركات!


هل إستطاعت الدول الفتية إلغاء الحقد الديني والطائفي? الجواب ليس تماما
في حمص وحماة هناك إناس لا يحتاجون لطائفية لي يباشروا الذبح ما يحاجونه هو الفرصة المناسبة , المجلس الوطني يسهل المهمة الوهابية بإخونحيته التي تتحالفون معهم

لا ينبغي أن تتحجج بموضوع أقلية وأكثرية لتبرر الجرائم , هذا عار على أي فكر تنتمي إليه