بتحليلك للثورات العربية القائمة والقادمة، ما الذي تراه ينقصها لتحول الثورة إلى مشروع نهضة؟

أنا أرى أن الثورات ينقصها الأحزاب السياسية؛ لا نستطيع تسمية التنظيمات القائمة حاليا بالأحزاب، هي أشبه بدكاكين سياسية تسعى لرضى العامة وليست أحزاب سياسية ذات مشاريع تريد أن تقود العامة إليها.

أرى أن التنظيمات القائمة، بغض النظر عن الأيدولوجية التي تستند عليها، إنما تسعى لدغدغة مشاعر الجماهير واللهاث خلفها والمزايدة عليها في الدوغمائية، قد يوجد مبدئيون كأفراد لكنني أعني التنظيمات وليس الأفراد السياسيين، ولا تقوم هذه التنظيمات السياسية بدور حزبي بمعنى أن تسعى لإيجاد أفكار سياسية في الواقع وحمل العامة إليها وجعلها مشروع الأمة بدل أن تكون مشروع النخبة.

فترة التدمير الممنهج للأحزاب السياسية منذ خمسينات القرن العشرين ندفع ثمنها اليوم، الأحزاب هي الأدوات السياسية الفكرية للأمة، تقوم بتشكيل وعي الناس وذوقها ضمن وجهة نظر محددة، ثم تحول أفكارها إلى برامج عملية ذات خطوات قابلة للتطبيق ضمن نفس المنهج الذي يرتكز عليه الحزب في وجوده.

وجود أفراد واعين مخلصين لا يكفي، الفرد يبقى نشاطه فرديا ولن ينتقل إلى التأثير في الدائرة العامة إلا بقدر محدود. علاوة على الطبيعة الإنسانية للفرد الذي تجعله يضعف ويتغير ويموت ويمل وينسى، إلخ.. خلافا للمؤسسة الحزبية القائمة على فكرة تجذب مؤيديها وتنفي عنها معارضيها، ثم تؤثر في الناس تأثيرا عاما غير مرتبط بفرد ما بالضرورة.

كلامي هذا يشمل التنظيمات السياسية العالمانية والإسلامية سواء بسواء، فلا أعرف في عهدنا هذا أي حزب جدير بتسمية حزب على الحقيقة.

فما رأيكم، دام فضلكم؟