عداتي وصحبي لا اختلاف عليهما
سيعهدني كلٌ كما كان يعــــــــــهد
عباس محمود العقاد

الأخوة .
عندما طرحت هذا الشريط حددت له هدفا واحدآ هو رفض الفوضوية المنفلتة التي تريد تدمير مصر لصالح مكون شيطاني من ثورية مراهقة وعشوائية إجرامية . زعمت - و ما زلت - أني في هذا أعبر عن موقف أغلبية المصريين الساحقة . هذا الوضوح الحاسم أدى إلى أن يتعرض الشريط لحملات من بعض البلطجية و التافهين و الحاقدين ،و لكنه أيضا حظي بدعم و مشاركة مجموعة من أرقى العقول في النادي و أكثرها وطنية و عروبة .
في كل مواقفي الأساسية هنا جاء الدعم أساسآ من الشارع المصري و مواقف كبار رموزه الوطنية و أيضا من استطلاعات الرأي العام . جائت استطلاعات الراي العام حتى تلك على الفيس بوك مؤيدة لموقفي الرافض للمليونية العشوائية و التي طرحت الشريط محذرآ منها ، و أوضحت ذلك بالأرقام و الوصلة في وقتها .
أما الدعم الحاسم لموقفنا نحن الأغلبية الوطنية في مصر ، فجاء أمس في إقبال حضاري منقطع النظير في كل التاريخ المصري على الإنتخابات ، هذه الإنتخابات التي نجحت فيها الأغلبية الصامتة و لكن القوية و العظيمة بامتياز ، فيضان من نور ملأ سماء مصر أمس ، نسبة اقبال هائلة غير مسبوقة ربما ستصل في النهاية إلى 90% من إجمالي من له حق التصويت و بهذا ستتجاوز أعلى النسب في العالم !. نحن أمام انتخابات لا تقل نجاحا ولا روعة عن أفضل ديمقراطيات العالم ، شهد بنجاحها و شفافيتها كل المراقبين الأجانب قبل المصريين .
مصر التي أعرفها و أحببتها تفرض إرادتها أخيرآ و تقول أننا نحن الذين على صواب أما بلطجية جمهورية التحرير الشقيقة فمجرد خارجين عن شرعية الشعب و إرادته . لقد رفض العشوائيون و الفوضيون الإنتخابات لأنها تكشفهم و تعريهم ، و حاولوا فرض إرادتهم بالبلطجة و الحرائق و الوقيعة بين الشعب و قواته المسلحة ،و جاء الرد شعبي ساحقآ ماحقآ زلزالآ لا يتوقف . مصر التي رفضت ديكتاتورية مبارك و نظامه البوليسي الفاسد لن تقبل بديكتاتورية الذئاب الصغار ، هذه الإنتخابات هي بداية الشرعية الجماهيرية ،و لتأت الإنتخابات بمن تأتي فإرادة الشعب يجب أن تحترم من الجميع .
لا يمكن أن تخدم سيدين في نفس الوقت ، وقررت من البداية أن أخدم الشعب المصري و منذ أن بدأت أعي الحياة ،و سأظل في خدمته حتى اللمات رافضآ الطغيان مهما كان مصدره ، من رئاسة الجمهورية أو ميدان التحرير .