برأيي الأهم و الأجدى من تقييمات ذاتية للناس هو أن نتساءل عن أسباب و دوافع موقفهم و لماذا لم ينخرطوا في ثورة تعدهم بالانعتاق و التحرر و لماذا فشلت الثورة في كسبهم الى صفها؟ و أن نرجع الى اطروحاتها و وعودها لتحديد مواطن قصورها. عندك ملايين اما متحفظة أو معادية لهذه الثورة أي أننا أمام نسبة لا يستهان بها اطلاقا من الشعب السوري و لو تم كسبها لقلبت الموازين و لما استطاع النظام أن يواصل القاء التهمة على "مجموعات مسلحة" حين يرى ملايين من الشعب ثائرة. لكن لو بقينا نقيم و نشتم و نحقر في هذا و نوزع شهادات حسن السلوك على ذاك فكلامنا و شهاداتنا هي و قلتها واحد.

تذكرون تساؤل الزميل بهجت و ذكره لعدد عشرين مليون من الثوار في مصر. ألم يستوقفكم الرقم لتتساءلوا أين أخفقنا و أين مواطن قصورنا و ما العمل بدلا من تصنيفات "الزحفطة" و "النذالة" و "الحقارة" و ما شابه؟

اذكر جيدا يا زميلنا أبو نواس الحوارات الحامية الوطيس سواء في اريبيا او هجر أو نادي الفكر القديم و غيرها و كم أبليت-أنت- فيها بلاء لا ينسى حتى صرت حامل لواء العداء للنظام البعثي .. و اذكر أنك الوحيد الذي دافع عني حين تهجم علي زميل بعثي بأقذع الألفاظ. كما أني أذكر تعبيرا لك لا زال يرن في أذني حين قلت عن تضحيات شعوبنا "ابتلعتها الحيتان". كم كان التعبير موفقا برأيي لأن الابتلاع لا يترك أثرا و لا ترى بعده ثمرة لكل الدماء و الشهداء. و دوما يذكرني بقول أحلام المستغانمي "على جثة آخر شهيد تعقد الصفقات". ألا يحتمل أن الآخرين المعادين أو المتحفظين على هذه الثورة يخشون صفقة جديدة؟ أو استبدادا جديدا أو عراقا آخر أو لبنان آخر أو أو أو أو. فما قيمة الشتائم أمام حسابات سياسية؟