زميل بهاء، سأقول لك شيئا،
منذ ابتلاء الوطن العربي بالاحتلالات الاجنبية ابتداءً من الدولة العلية باسطنبول مرورا بالاحتلالين الانجليزي و الفرنسي و انتهاءً بالاحتلال الاسرائيلي، لم يكن هناك وطنية بأكثر من وطنية المسيحي المشرقي!!! ولم يدخر المسيحي جهدا للوقوف بجانب ابناء و طنه من المسلمين لنيل بلاده استقلالها من اجل رفعته و رفعت ابناء وطنه!!! و الى اليوم ما زال المسيحي وطنيا يرتبط بوطنه بأكثر مما يفعل الاخونجي و السلفي اللذان يفضلان اي مسلم حتى ولو كان من بلاد الواق واق على الجار المسيحي و الذي بيته ملاصق لبيتهما!!!
و نحن اذ نطالب بالديمقراطية، فاننا نطالب بها على اساس وطني لا طائفي، اذ ان من يطالب بالديمقراطية، ضمنا يطالب باللاطائفية، و انطلاقا من مبدأ المساواة المطلقة بالحقوق و الواجبات دون النظر للخلفية الدينية، و نحن نعي تماما ان لنا مصلحة في وطن يقوم على مبدأ المواطنة وتكون الديمقراطية اساس التعامل و الحكم فيه!!!
و ما يحدث في مصر و الوطن العربي اليوم، ليس له اي علاقة بالديمقراطية، بل هو بالحري ، اختيار الاغلبية، و من خلال ''الديمقراطية''، للاديمقراطية!!!
و هذه الحالة التي وصل لها الشارع العربي ليس للمسيحي او الكنيسة اي فيها، بل هي نتاج اللاوعي المخزن في ''ضمير'' هذه الامة، و التي تعبر عنه الشغالة ''مستورة'' و التي انتخبت اطول ذقن كما ذكر العزيز بهجت في مداخلته رقم ١ من شريطه هذا:
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=46094
و هذا ما يفسر نجاح الاحزاب الاسلامية عن بكرة ابيها في تونس و المغرب و التي لا يوجد فيهما مسيحي واحد ليتمسك بالطائفية ولا يوجد هناك كنيسة لتتآمر!!!