رجعت إلى النص الأصلي للصحيفة وإلى الحوار الذي تم إجرائه ، برهان غليون لم يذكر حماس بأي سوء ولم يتحدث عنها ولم يوردها في حديثه تماماً ، بينما تحدث عن قطع العلاقات مع حزب الله وإيران وعلل ذلك بوقوفهم مع النظام السوري وليس بسبب المقاومة أو ما يحزنون وهذه نتيجة طبيعية ، فإيران اختارت الوقوف مع نظام الأسد وتقديم الدعم الإعلامي والسياسي له هي وحزب الله وليتحملوا نتيجة ذلك ، على العكس تماماً إن بدء علاقة جيدة مع إيران في حالة - نجاح الثورة وإسقاط النظام - سيلاقي معارضة كبيرة جداً من أطياف الشعب الواسعة وستصبح إيران والعلاقة معها " مسبة " لأي مرشح في أي انتخابات جديدة .

الأمر تماماً ينطبق على الثورة الليبية والتي تدهورت علاقتها مع النظام الروسي والصيني ومطالبة الكثير من الثوار بطرد الشركات الروسية والصينية من البلاد بسبب الوقوف مع النظام وتأييده بشكل أو بآخر .

إذاً نحن لا نتحدث عن " عمالة " و " خيانة " و " إنبطاح " بل نتحدث عن " فعل " و " ردة فعل " ونتائج متطابقة تماماً مع الأسباب السابقة .

مع أنني كنت أتمنى من برهان غليون والمعارضة السورية أن لا يركزوا كثيراً على مستقبل العلاقة مع إيران وحزب الله وباقي دول الجوار ، لأن هذا من شأنه أن " يولع " المزيد من نار الطائفية فضلاً عن تخويف مذاهب وأبناء لتلك المذاهب من الثورة السورية العظيمة .

ويبقى لنا كلمة في هذا المجال وهي أن الثورة السورية عظيمة جداً في كل شيء ، في صمودها وإنطلاقتها ومسيرتها وتضحياتها ، وستبقى كذلك ، مع العلم بأن المؤامرة ضد هذه الثورة سواء من قبل النظام نفسه أو من قبل الغرب يجري على قدم وساق ، ولكن سيخرج الشعب قائلاً وصارخاً " ضربنا الظالمين بالظالمين وأخرجنا أنفسنا وثورتنا من بينهم سالمين " .

أما بقية المدن السورية ، فإنها ستنطلق عما قريب ، الأمر تماماً يشبه طرابلس ، طوال الثورة الليبية وهي حصن منيع ضد الثوار وبجانب معمر القذافي ولكن في نهاية المطاف حسمت طرابلس نفسها وحسمت الثورة ليس عن طريق الدعم الخارجي أو دعم الثوار بل عن طريق أبناء طرابلس أنفسهم الذين خلال يومين فقط حسموا الثورة وحسموا طرابلس وحسموا مستقبل ليبيا بالكامل .