(12-04-2011, 08:36 AM)خالد كتب:  في شي مهم لموضوع عدد الناس والأكثرية والأقلية

الأكثرية ليست عددا مطلقا، لا سيما حين نتحدث عن المبادئ والقيم الرفيعة.

الفرد مع الحق أكثرية، والكثرة مع الباطل أقلية.

النظام السوري باطل محض لا حق فيه، لذا لو كان الشاهد هنا أبو نواس وحده ضده فأبو نواس يعد هنا الأكثرية.

لماذا كان أبو نواس هنا الأكثرية والنظام السوري ومن بصفه أقلية، هذا سؤال ينبغي معه إعادة برمجة القيم الرفيعة والمبادئ والمثل، وإعادة إثباتها من جديد، يجب أن نعود لعصر قديم سحيق، قبل النبوات والفلاسفة، وبما أنه المعلم تبع النظام السوري ومنحبكجيته وشبيحته يحب التعريفات، فيجب علينا أن نعيد تعريف المزرعة والقنّ والعبد والفرق بين القنّ والعبد، والتحرر، والحق في السلطان، وأن الأمة مصدر السلطة وصاحبة الحق فيها بشكل مطلق ولها الحق هذا من السماء والأرض، وأن الناس سواسية، وأن الدم حرام والمال حرام والعرض حرام، وأن انتهاك هذه الحرمات ترتجف له السماوات والأرض، وأن الإنسان حر أمام الله والناس.

هذه مفاهيم بسيطة ينبغي إعادة تعريفها لنعرف أن بشار يجلس على كرسي مسروق من السوريين، وهذا قبل أن يسرق قوت يومهم وعرق جبينهم وقبل أن يسفك دماءهم ويهتك أعراضهم ويدك مدنهم بجيشه وينتهك حرمات بيوتهم. قبل كل ذلك سرق كرسي الحكم الذي يخص السوريين جميعهم، سرقه بمهزلة صفق لها الكثير واستمرت ربع ساعة أو أقل.

أبو نواس صلب المراس لن يشعر بالضيق إن انفرد في شهادته، فالذي يشهد معه هنا هو الحق، قد أخالفه في كثير من أمور، ولنا الحق أن نختلف معا، لكنني أؤيده في شهادة على النظام وأعوانه.

ولكي لا يظن أحد أنني أفرد النظام السوري بشهادتي، فنظام آل خليفة في البحرين، ونظام مبارك المخلوع ونظام البائد القذافي ونظام زين العابدين ونظام الجزائر العسكرتاري وقبلهم نظام صدام حسين، وبعدهم من النظم المستبدة ما يشاء الله أن تسقط، كلها عندي في نفس القفة، ولها نفس الاعتبار، سيان ألبست الثوب الإسلامي أم العالماني، الاشتراكي أم الرأسمالي، كلها عندي تسقط في نفس الامتحان حين تمارس الاستبداد.

وكل خطيئة ونقطة دم سفكت بعدئذ فولي سوئها إنما هو الإستبداد الذي شرّعها وفرضها، وهو الذي يسأل عنها، وكل من يسأل الضحايا والشهداء الذين يسعون لرفع الاستبداد إنما هو مخالف للصواب لسبب نعرفه أو يعرفه.

مع احترامي لرأيك ولكن في امور السياسة لا يوجد ما يسمى بالحق , هناك مصالح واهداف .
الحق أو الحقيقة ما هي إلا كلمات للتجميل , من مثل أن الله ( عادل ) والكل يعرف أن هذه كلمة للتجميل وللبروباغندا .
لا يعني وقوفك مع الثورة أنك مع الحق ولا يعني من عدم وقوف الآخر معها أنه على باطل , فأنت تقف معها لأنك تؤمن بها وليس لأنها على حق وغيرك لا يؤمن بها ليس لأنها على باطل.
عندما نؤمن أو ننكر الأشياء فإنه يجب ألا نستجر عطف الناس أو نضفي عليها صفات القداسة والحق والعدل من أجل أن نضفي شرعية على شيء أو من أجل أن نظهر بشكل أقوى أمام خصومنا .
في أمور القتل والقمع نحن نقف مع القتلى والمقموعين إنسانيا وليس لأنهم على حق أو أنهم أفضل منا , فلا يوجد إنسان أفضل من إنسان ولا إنسان أحق من غيره .
فإذا سألتني وقلت هل الحق مع المتظاهرين ام مع النظام فلن أقول لك أن الحق مع هذا أو ذاك بل سأقول انا مع الذين يقتلون لأنني إنسان مثلهم وبما أنني لا أريد أن يقتلني أحد أو أن يقمعني أحد فالأولى ألا أريده لغيري لأنه إنسان مثلي وقيمته مثل قيمتي ولا فضل لأحد على أحد .
بالمختصر فالإنسان لن يستطيع أن يكون مع الحق ( لو قلنا أن للحق صورة واحدة وتعريفا واحدا ) فالإنسان يكون مع ما يؤمن به وليس لأن هذا الأمر حق أو باطل ولذلك ايماننا بالاشياء لا يعطي لتلك الاشياء ميزات اضافية .
أنا أرى بأن مصطلحات الشرف والحق والعدل اخترعها اصحاب الحكم قبل أن يعرفها العامة من الناس من أجل أن تكون هناك شرعية ومعنى لحكمهم وطغيانهم.
نحن نقاتل من أجل مصالحنا وليس من أجل أننا كهنة للحق ومدافعين عنه.