لا نتحدث عن مؤامرة بل عن مصالح. هناك توجه واضح لا يخفى على عاقل من قبل مجلس التعاون الخليجي وبعض المصالح الاقليمية والدولية لتدويل الانتفاضة السورية. ربما لن يصل إلى مرحلة الحرب الأهلية وتقسيم البلد، لكنه سيمسك بخناق الشعب والنظام معا لفترة طويلة كما حدث في العراق. السؤال: ما هي مصلحة التيار الإسلامي في المجلس الوطني بسعيه إلى التدويل ؟.. وما هي مصلحة الشعب السوري في هذا التدويل؟

البديل عن هذا التدويل يحتاج إلى "رأس بارد" يفهم ما يجري حوله . يبدأ الحل وينتهي بالمحافظة على سلمية الانتفاضة. علينا أن نفهم بأن النظام سقط "فعلا" يوم 15 آذار 2011 بسقوط جدار الخوف من زوار الليل وسجون النظام وانهيار خرافة الإله المعصوم الحاكم إلى الأبد. وأن تفكيك هذا النظام لن يتم بين يوم وليلة بل يحتاج إلى أشهر طويلة، وربما سنوات، يستعيد خلالها الشعب عنفوانه لتنظيم نفسه بالطرق السلمية، ليصبح قادرا على مواجهة النظام، دون تعريض الدولة لخطر الانهيار ودون تعريض البلد لخطر الحرب الأهلية.

ساهمت "الخرافات"، التي بثها البعض حول انهيار النظام خلال أسابيع قليلة، كما ساهمت المجازر التي ارتكبها النظام "عن قصد" في تأجيج روح الانتقام لدى البعض واستهانتهم بالمخاطر التي تتعرض لها الانتفاضة بلجوئهم إلى السلاح لمواجهة شبيحة النظام وجنوده. وهذا هو ""بالضبط"" ما كان النظام يسعى إليه منذ اليوم الأول للانتفاضة التي فشل في التصدي لها رغم استخدامه "القوة المفرطة" في مواجهتها.
كان هدف النظام أن يفرغ الانتفاضة من محتواها الإنساني إلى مواجهة مسلحة بين دولة ونظام حاكم من جهة و"خارجين" على هذه الدولة وهذا النظام في الطرف الآخر... ويبدو للأسف أنه نجح أو يكاد.
وللأسف أيضا فلا يزال هناك من يجهل أن النظام، الذي سقط يوم 15 آذار، سعى منذ اليوم الأول إلى التدويل كي يطيل في عمره الذي سيكون أقصر بكثير فيما لو حافظت الانتفاضة على سلميتها.
هؤلاء يمدون في عمر النظام !