عزيزي عاشق الكلمة،

أبتداء فأنا إسلامي ضمن مصطلحكم الدارج، وأريد رؤية الإسلام في معترك الحياة.

لكن لا أريد خروج أحد من معترك الحياة أيضا،

يزعجني للغاية أن يتحدث بإسمي مجموعة من ضيقي الأفق كالسلفيين، ويزعجني أيضا أن يتحدث بإسمي الإخوان بعيبهم الذي ولدوا به، وهو الميوعة الفكرية السياسية. لكنني لا أدعو لطردهم من الساحة السياسية لأي سبب.

يزعجني أكثر ما ينبري له الفريق السياسي الآخر، وهو الفريق العالماني، وهو إما الاستعلاء على العامة بما يجعل النفور الطبيعي منهم حاصل، وإما التنظير في أبراج عاجية، وإما الدعوة بالويل والثبور وعظائم الأمور.

حقيقة مما أسر له، وأرى أنه صحي لمصر وللجميع، أن يبدأ العالمانيون الديمقراطيون، وأنت على ما يبدو منهم، أن يبدؤوا العمل الصحيح والطبيعي مع الناس وبين الناس، لجعل الناس تتبنى رأيهم ووجهة نظرهم. هذا العمل طبيعي أنه ليس مفروشا بالورود والرياحين، وليس متوقعا استجابة الناس في يوم وليلة، ولا حتى سنة أو سنتنان، ذلك أن التغيير الفكري يحتاج وقتا طويلا أقله بضع سنوات في الظروف الطبيعية.

العمل ضمن هذا النسق لم يجده إلا الأحزاب الشيوعية قبل مجزرة الأحزاب في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، وهو عمل مفيد للجميع لأنه يحفز الآخر أن يستجيب لمستوى التحدي فيرفع سويته، وفي النهاية عمل الجميع يصب في مصلحة البلد والمجتمع.

---

عجبتني منك يا أبانوب كلمة - بنظري- خصوصا وهي بين قوسين، يعني هذا أنك بدأت تستجيب لموضوع أن الحق ليس في جيبتك الصغيرة.

عامة صحيفة افتون بلاديت كإنها نسيت تعد ضحايا اليمين العنصري المتطرف، ونسيت تعد ضحايا الباسك والجيش الجمهوري الإيرلندي والقوات اللبنانية والخمير الحمر ونمور التاميل، بعدين راحت خلطت زعيط بمعيط بنطاط الحيط، مصداقا لقول الرب جل وعلى (ولا تلبسوا الحق بالباطل فتكتموا الحق وأنتم تعلمون).

يعني جماعة أبو نضال شو علاقتها بالإسلام السياسي إلا مثل علاقة السويد بالبيتزا

جماعة كتائب شهداء الأقصى جناح من فتح، وفتح من يومها عالمانية

حماس جماعة فلسطينية وأهدافها فلسطينية، وإن كانت من بعض أدواتها تشعر أنها إسلامية

الباقي كله صف حكي ما اله إعراب..

شو هو الإسلام السياسي؟ هات تنشوف يا أبانوب، لعلك عم ترفض شي الإسلام السياسي ذات نفسه يرفضه.

بالنسبة لأمانيّك، ده بعدك، لن يتوقف هذا حتى يأتي ابن الإنسان من المشرق معه العلامة، وتنحل العناصر محترقة بضجيج، فحتى ذلك الوقت عليك أن تصبر وتبحث عن الحق ولا تتمنى فناء أحد، حتى الشرير لم يجعل الرب وقته في يديك، بل وقته معلوم عند الله قبل خلق السماوات والأرض، فتواضع يا أبانوب بفرح وابتهاج، واسأل الله أن يجعل لك مما أنت فيه فرجا ومخرجا.