لا لم ينكسر حاجز الخوف .. فالأغلبية مازالت مرعوبة و الحق معها ,أمام كل هذا الإجرام الوحشي الذي يمارسه النظام لن ينزل مليون سوري في حلب أو دمشق و غيرها من المحافظات لحتفهم قتلاً أو اعتقالاً و تنكيلاً .. سيقول السفهاء من الناس كيف يمكن للنظام قتل و اعتقال مئات الألوف؟ و هنا يجب أن نذكر بجريمة حماة و قتله لعشرات الآلاف عندما كانت معركة النظام مع الاخوان مسألة حياة أو موت و الآن ستكون معركته كذلك لو نزلت دمشق أو حلب بمليونية , من يضمن لهم ألا يطلقوا النار عليهم و يتهمون جهات خارجية و عصابات إجرامية لأنها ستكون بالنسبة لهم معركتهم الأخيرة فإما قاتل أو مقتول .. طبعاً عندما نكون مع نظام دموي صاحب سوابق فاحتمال تكرار مأساة حماة وارد جداً و لن تجد مليون فدائي ينزلون للشاعر مضحين بحياتهم لإسقاط النظام . الشعب السوري لديه ثقافة حياة و يريد الحياة و يناضل لجعلها حرة كريمة .

عندما خرجت حماة من يد النظام في الثمانينات و تمكن أهالي المدينة من السيطرة عليها , لم يكن بذهن أحد منهم أن النظام سيحصدهم ألوفاً مؤلفة .. لم يختبر النظام قبل ذلك في مواجهة حراك شعبي معارض .

و عليه يجب ألا ننتظر أن يغامر الملايين بحياتهم لإسقاط النظام و أمامهم احتمال تكرار حماة فيهم .

لكن هذا لا يلغي وجود ملايين المعارضيين الذين يمكنهم النزول إلى الشارع في حال توفر أجواء آمنة لنزولهم .. أي كما حدث عند خروج الأمن من حماة و دير الزور و حوران .

يبقى أن من يتظاهر الآن ليس بمتظاهر بل هو فدائي ينتظر رصاصة برأسه أو اعتقاله و تعذيبه و ربما التنكيل بأهله ,أكثر من ذلك اجتمعت مع ناس معارضين للنظام كلياً, لكنهم ينظرون لمن يتظاهر الآن في الشارع كمن يشك بعقله.