أولا، أنا مع حق الشعب السوري بالثورة.
ثانيا، أنا أتحفظ من مواقف بعض "الثوار" وخاصة الإسلاميون منهم، وبرأيي الشخصي يفضل أن تكون الدولة علمانية خاصة عند وجود أقليات عديدة فيها.
ثالثا، أنا ضد التدخل الأجنبي فالغرب سيفرض أجندته الخاصة، إسقاط النظام من الداخل سيعطي الدولة حرية دون تقييدات الغرب (الذي تتناقض مصالحه مع مصالح الشعب).
رابعا، مواقف برهان غليون الأخيرة خذلتني. من قبوله لمنصب واجهة براقة لمجلس يسيطر عليه الإخوان وحتى محاولاته الأخيرة بمغازلة الغرب وإسرائيل كما تبدى ذلك بمقابلته مع الواشنطن بوست.
خامسا، سعدي يوسف شاعر مهم وكل ما سأقوله أدناه لن يقلل من قيمته.
سادسا، موقف سعدي يوسف إبان العدوان على العراق المتمثل بالقصيدة التي نشرتها الرفيقة هالة أعلاه يشفع له.

ولكن

عام ١٩٩٩ ولمن لا يذكر ففي نهاية التسعينات بالإضافة إلى حصار العراق (الذي أدى إلى موت ٢٥٠ شخصا يوميا بسبب تأثيره على المرافق الصحية، ولم يجرؤ العرب على خرق الحصار إلا بعد أن خرقه نائب بريطاني في قافلة مريم) فقد قام كلينتون وبلير بقصف العراق. في هذه الفترة كتب سعدي يوسف القصيدة التالية (قرأتها في صحيفة حينذاك وأنقلها هنا من موقع إنترنت):

دعوة إلى توني بلير

نـحن عراقيون
قتلنا ملكاً في ٥٨
ونـحن الآن، طماطم، في ثلاجة شاحنةٍ
تدخل من هولندا
لتسلمنا، موتى، بردانين..
لماذا؟
هل لي أن اسأل توني بلير:
إن كنت تريد لـ”لندن “
ألا تمسي”مستعمرة “ لعراقيين
فلماذا لا تطرد صدام الواحد
كي نرجع نـحن
ونـحن ملايين أربعة
نـحن ملايين أربعة من عشرين
١/٥ الأرض
و١/٥ خطوط العرض
و١/٥ القرن الواحد والعشرين

لم أنقل القصيدة لأهجو سعدي يوسف فهو يبقى أشرف منا كلنا بل لاعتقادي بوجوب التعامل مع كل شيء بنظرة نقدية وعدم تقديس الشخصيات.

على فكرة أنا أعتقد أن قصيدته في هجو برهان غليون سخيفة.