الحوت .
مصر دولة كبيرة ،و بالتالي فمن الصعب جدآ أن تكون دائرة انتخابية واحدة كإسرائيل مثلآ ، رغم أني كنت أفضل أن تكون كذلك و أن يلغى مجلس الشورى و نسبة العمال و الفلاحين ، و لكن هناك في المقابل من يرى العكس . حسنآ لن نناقش ما تم إقراره بالفعل و أصبح من قواعد اللعبة .
لدي بعض البيانات التي قمت بتحليلها بشكل شخصي . ربما تعلم أن الإنتخابات ستجرى على 3 مراحل في كل مرحلة محافظات حضرية و أخرى من الوجه البحري و ثالثة من الوجه القبلي . حتى المرحلة الأولى التي انتهت هناك دائرة كبيرة هي الساحل ( القاهرة ) تجرى فيها إعادة كاملة . كذلك هناك في كل دائرة خليط بين الإنتخابات بالقائمة (2/3) و الإنتخابات الفردية(1/3) !.
أما عن التفاوت بين نسب التصويت و نسب المقاعد التي تحوزها الأحزاب ، فتلك خاصية لكل الإنتخابات في العالم ،و لكني لا أعتقد أنها في مصر بنفس التفاوت الكبير في تونس .
لو تناولنا كمثال حزب الحرية و العدالة ( الإخوان ) سنجد أن نسبة الأصوات 37.5% تقريبا بينما نسبة المقاعد 46.7% . و أما حزب النور ( سلفيون ) التالي مباشرة فنسبة الأصوات 24.8% بينما نسبة المقاعد 21.3% ، اما الكتلة ( ليبراليون ) فنسبة الأصوات هي 13.6% بينما المقاعد 9.3% . مع ملاحظة أن هذه الفروق ليست ناتجة فقط عن طريقة حساب عدد المقاعد ، بل بالأساس نتيجة لأن الإخوان اكتسحوا المقاعد الفردية بشكل كبير جدا .
لا أعتقد أنه يمكننا أن نطالب أحدآ بمنجزات سوى عندما يكون في السلطة ، فلم يقدم أحد من الأحزاب أي انجازات في الفترة الماضية ، هناك فقط من قام بأعمال البلطجة و الحرق و مهاجمة الشرطة و الجيش و الوقاحة ( و يا أيها الثورة كم من الآثام ترتكب باسمك ) وهؤلاء قد لفظهم الشعب بوضوح تام كما توقعت ، هؤلاء ينسبون إلى الليبراليين و بالتالي كانوا أحد الأسباب لنفور الناس من الليبراليين و التصويت بكثافة لصالح السلفيين .