هناك دوماً عاتبون، عبثاً أبحث عن الأعذار كي أقنعهم بأن تقصيري هو إكراه لا اختيار، لم يقتنعوا ليس لضعف حجتي بل ربما هوشعوري الدائم بالمسؤولية حتى لو كانت لا حول لي ولا قوة به.
السؤال الذي طالما حوصرت به هو:
لماذا قصرت المجلة في أحد المواضيع فلم تعطه حقه مع أنه يهم عدداً كبيراً من عرب برلين تحديداً؟
وبين الرغبة بأن تغطي المدينة كل ألمانيا لأنها مطلوبة في كل الولايات و تنوع قرائها يفرض علي مراعاة هذا التنوع ليشمل رغبات الأكثرية، اضطررت كثيراً للابتعاد عن التغطية المفصلة والكاملة لأحداث تهم عرب برلين.
وأهل برلين هم قراء المجلة الأهم لأنهم أول من قرأوها و المدينة بالأصل وجّهت إليهم.
ما كان للمدينة أن تتنكر لهم يوماً، بحثنا لذلك طويلاً عن حل يناسب الجميع، فلا ينشغل عرب ألمانيا في أحداث مغرقة في المحلية تستهلك صفحات شبه ضائعة بالنسبة لهم، ولا نحرم عرب برلين من الإحاطة بكل ما يهمهم بنفس الوقت. واستطعنا بعد مشاورات كثيرة التجرؤ على اتخاذ قرار سييكلفنا كثيراً من الجهد والوقت و لن تتناسب عوائده المادية على الإطلاق مع ما سيرصد له.
مع ذلك بعد التشاور مع أسرة التحرير ومع بعض ٍ من قراء المجلة "المخلصين" الذين داوموا على قرائتها فور صدورها لأعوام عديدة، اتخذنا قرارنا الذي نرجو الله عز جل أن يكون سديداً ، وقررنا أن الحل الأمثل لا بجعل المدينة نصف شهرية كما طالبنا الكثيرون لأن المشكلة ستبقى قائمة وهي توزيع مجلة في كل ألمانيا تحمل موضوعات لا تهم إلا أهل برلين، بل أن الحل هو في تخصيص مجلة تغطي قضايا أهل برلين بالدرجة. حالما وجدنا الحل بدا الانتظار المتوقع إلى بداية السنة الجديدة بدءاً من هذا الشهر لا الأولى