(12-12-2011, 09:47 PM)جمال الحر كتب: السلام عليكم .
يقول الله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (3) سورة الرعد.
و من كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين .
التعبير اعلاه اراه غير صحيح من عدة اوجه.
لايقال ان الثمرات فيها زوجين اثنين لانه ليس فيها، فالثمرات هم ناتج التلاقح وليس وعائه. الثمرات يمكن ان يكون فيها بذرة او اثنتين او عدة بذور ولكن ليس فيها مايمكن وصفه بالزوجين.
وحتى لو اعتبرنا ان القصد هي الزهور، وان الكاتب سهى، فليس في كل الزهور " زوجين اثنين" فمثلا نعلم ان زهور الرطب والذرة ليس
فيهما زوجين وانما كل منهما فردة واحدة من زوج.
وإذا كان المقصود بالثمار اسم علم للنبتة على اطلاقها، بمعنى التفاح والزيتون، فسيعني ايضا عدم دقة في التعبير اذ ليس كل الثمار فالنخيل مثلا ليس في ثمراته زوجين وانما في كل فردة على حدى. وتوجد العديد من الثمرات تتكائر ليس بالتزاوج وانما بالجذور او الاغصان او الدرنات، مثل الفول السوداني والبطاطا او قصب السكر.
وفي الحقيقة استغرب استخدام القرآن لتعبير " زوجين اثنين" من حيث انه كان يجب ان يكون " زوج واحد" فما هو الزوج الثاني؟
فالحذاء مثلا هو زوج، اي من فردتين، والنظارات زوج، اي فردتين. والقول زوجين سيعني اربعة فردات، فما هو المعنى هنا؟
وعرب الصحراء كانت تعلم على الاقل عن النخيل، وانه مؤلف من ذكر وانثى ( منفصلين تماما عن بعضهما، حيث توجد نخلة ذكر لايخرج عنها ثمار وانما فقط غبار طلع ، ولذلك فهي الذكر، ونخلة انثى يخرج عنها ثمار ولذلك فهي الانثى) وان انتاج الثمار يحتاج الى عملية تأبير يدوية ليعطي ثمارا. ومع ذلك نجد ان محمد كانت لديه قناعة اخرى بحيث نصح بعدم التأبير انطلاقا من ان الله هو الرازق، ثم اكتشف ان الاعتماد على الله لايطعم خبزا فقال: " انتم اعلم بشؤون دنياكم". البعض يحاول الان جعل الحديث غير صحيح للخروج من المعضلة.
في الواقع ان النخيل نبتة مثالية لتعليم وجود الازواج في عالم النبات، بما يكفي ليكون حتى العرب على علم بذلك بدون اي ظن. غير ان ضبابية النص القرآني لايدلل على فهم العرب التام للعملية في كامل مملكة النبات، وهو امر يتوافق مع كون بيئة العرب ليست البيئة المثالية لمعرفة كافة جوانب مكونات مملكة النبات.