الأخ العزيز عاشق الكلمة .
صباح الفل و منور الشريط .
يا صديقي .. لا توجد ليبرالية غير علمانية ، الليبرالية لا توجد في نظام ديني أو شبه ديني مثل مصر حتى في أوج المد الناصري ..
لما يقول نظيف دولة علمانية أو يقول السادات و مبارك دولة ديمقراطية فهذا لا يعني أنها كذلك ،
لو بعدنا عن اللغة الإصطلاحية شوية فلن نختلف .
اتفق معاك و أبصم كمان أن المثقفين بل و الطبقة البرجوازية المصرية و النخب كلها انتهازية و لم تؤدي دورها في قيادة المجتمع ،و مسئوليتها أكبر من التثقيف هي حتى لم تنجح في محو امية المصريين ولا في التعليم الجيد .
التضحية يا صاحبي ليست دليل صحة المبدأ ولا سلامة المعتقد ، فلم يعرف التاريخ الإسلامي من هم أشجع من الخوارج ولا أكثر عبادة و تضحية حتى بالنفس ، و لكننا كلنا نعلم أن الخوارج خرجوا لإصلاح الدين فأفسدوا الدنيا و الدين و أدوا إلى إنهيار الدولة الأموية و منعها من نشر الإسلام شرقا ،ولولا الخوارج لكانت الصين و الهند مسلمتان !.
بصراحة لا أرى أن الإسلاميين أفضل من أسوأ نظام بيروقراطي حكم مصر ، فاستغلال سلطة الدين لا يقل بشاعة و تزويرا لإرادة الناس من استغلال الإدارة و تزوير الأوراق . من الآخر حشمت يستغل الدين و الفقي يستغل السلطة و كلهم من الطبقة الوسطى المصرية الفاسدة التي لا تساوي فلسا .
رأيي أن العرب ليسوا في حاجة ولا مستعدين الآن للديمقراطية بل في حاجة إلى الحرية في فلسطين ، و الوحدة الوطنية في العراق و لبنان ، و الحداثة و الوحدة الوطنية في مصر ، و القضاء على الطائفية في سوريا ، و بناء دولة حقيقية في ليبيا و السودان ،وثورة قومية على حكام الخليج كلهم .
و لكن علينا أن نتعامل مع الواقع كما هو ليس قبولآ به بل بهدف تطويره ، هناك في مصر انتخابات شفافة و لكن ليس فيها ديمقراطية و لن يكون في المدى القريب ، الإنتخابات بهذا الشكل المشوه أتت مش بس بالإسلاميين بل بأصوليين قتلة و هاربين من العدالة و مخربين و متخلفين على رأس الدولة في مصر . ده هو الموقف باختصار ، هناك طريقان للحداثيين و المستنيرين و انصار الدولة المدنية هما .
1- الرفض و لعن الظروف و التمرد على العملية الإنتخابية و نتائجها و حتى المقاطعة كما اقترح هولي مان و ... . كل ده موقف سلبي لن يغير شيء بل سيحيل اللي قلنا عليهم للتقريب ( ليبراليين ) إلى فوضويين خارجين عن إرادة الأمة و مفسدين في الأرض ... الخ .و لن يكسبوا احترام ولا دعم احد حتى الدول الغربية .
2- رفض النتائج و لكن التعامل معها كواقع قانوني ، هنا كما قلت ندعم جهود الإخوان في إعادة بناء الدولة و نطالبهم بالإعتدال ، و لكن أيضا الرفض التام لسلطة يشارك فيها السلفيون ،و الضغط الداخلي و الخارجي على القوات المسلحة و حتى العناصر المستنيرة من الإسلاميين لحماية البلد من هؤلاء المتخلفين و هذا المصير المظلم .
طبعا هناك الأسلوب الفوضوي لجماعة التحرير ، وهذا لا يقول به إي إنسان ناضج ، فلا توجد ثورة على إرادة الشعب مهما كانت ..
فاصل بشوية هبل ..
جاء في "المصري اليوم " أمس أن اسم الله عليه الثائر ( أحمد زايد )
أعلن وهذا نص ما أعلن :" أنهم طهروا صفوفهم و أنه كانت هناك خيم كاملة تم زرعها لتجار النخدرات و بنات مشبوهات و تم طردهم و تنظيف الصينية" ،و تابع المحروس الثورجي :" لن تفلح محاولات اجهاض الثورة و لن يضيع دم الشهداء هباء " . مخدرات و نسوان و برضه لسه ثورة و دم الشهيد ؟! . لو ذهبت في أول شريط " مليونية لحرق مصر " ستجد الشتائم و السخائم و الحقارات تنهال على راس اللي خلفوني لأني قلت أقل من هذا الكلام !. و لكن هيعرف الجميع ليه نتخذ هذا الموقف الحازم القوي .. ليس لأني أرفض الثورة و كنت من توقعها منذ 10 سنوات كاملة بشهادة بعض زملائنا هنا .. و لكن لأننا نقول الحقيقة الواضحة لأجل مصر فقط ..لسنا ضعفاء لنخشى أحدآ و لسنا مغرضين للننافق .
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَيـــــاةٍ ...إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
ثورة و مخدرات و نسوان و كمان دم الشهيد فشر كارلوس في زمانه
ألا يستحق منطق هؤلاء الثوار" شخرة اسكندراني " من اللي وصفها الحكيم لإبنه .
دمت لصديقك مخلصا لوطنك كعهدي بك .