صحيح أن روسيا ليسا مستعدة لخوض حرب كرمى لعيون سوريا و هي لم تخضها حتى لأجل دول أقرب لها بكثير.
و لكن من قال أن الغرب أصلا مستعد لخوض حرب في سوريا؟
خاصة بشكل منفرد و بدون غطاء من مجلس الأمن؟
روسيا و الصين لن تعطيا هذا الغطاء. قد تمرران إذا طالت الأزمة كثيرا و أحرجتا بطلب رسمي من جامعة الدول العربية بعض القرارات المخففة جدا في مجلس الأمن (كالإدانة و دعوة السلطات السورية إلى ممارسة ضبط النفس) التي لن يكون لها تأثير فعلي على الأرض.
أكثر من ذلك المتوقع أن باقي دول مجموعة بريكس و لبنان ستصوت ضد هذه المرة و لن تكتفي بالامتناع عن التصويت (المرة الماضية تم مفاوضتها بتخفيف لهجة مشروع القرار لكي لا تصوت ست دول ضد القرار كمجموعة كي لا يظهر أن نصف العالم و منه الدولة أكثر التصاقا بالشأن السوري ضد المشروع).
أكثر من ذلك لو وافقت روسيا جدلا على تمرير أي قرار في مجلس الأمن فإن الدول الغربية نفسها لن تطرح قرارا بالتدخل العسكري في سوريا. بل ستطرح قرارات بعقوبات اقتصادية.
أو قرارات بإلزام سوريا "بممرات إنسانية". طيب و إذا لم تلتزم؟ مرة أخرى عقوبات اقتصادية
الغرب نفسه غير مستعد لخوض حرب في سوريا و هذا ما تكشفه التصريحات المتتالية للمسؤولين في الناتو في الدول المشكلة للحلف و في تركيا.
الغرب يريد إضعاف سوريا من خلال فرض عقوبات اقتصادية و المشكلة أن "الثوار" لا يفهمون أنهم هم و عائلاتهم سيكونون المتضرر الأول و الأخير من هذه العقوبات و سيبقى النظام رابضا على قلوبهم. يعني فوق الموتة عصة القبر. فأنا لا أعلم أي نظام في العالم سقط من خلال العقويات الاقتصادية.