(12-15-2011, 05:13 AM)عاشق الكلمه كتب:  

الموضوع مش نكتة يا فودكا رغم أنه مضحك , لكنه يعبر عن عدم الموضوعية فى النقد , فالاسلاميين مهما عملوا لن يرضوا أحدا .....

بيني وبينك يا "عاشق"، الموضوعية تقضي أن يتم وضع هؤلاء في "حدائق حيوان مفتوحة" في "الصحراء الشرقية" (لقربها من مهبط الوحي ومسراه صلى الله عليه وسلم ) وتحنيطهم بجلابيبهم القصيرة ولحاهم المشعثة، وعرضهم على "السائحين" كإنجاز آخر من إنجازات الحضارة المصرية ، قبل توحيد القطرين وبعد عصر انقراض الديناصورات بقليل، أي قبل أن يعمل ربك "أب ديت" للانسان بعد خلقه، فيجعله في "أحسن تقويم" ...

أما قضية أن "الإسلاميين مهما عملوا، لن يرضوا أحداً"، فالثابت عندهم أنهم يطلبون مرضاة الله سبحانه وتعالى ولا يهمهم رضا الناس. فأين هي المشكلة؟ خصوصاً أنهم يؤجرون على "ظلمهم" و"على التنكيت عليهم" و"الحسّابة بتحسب" (عندك واحد متل "الحويني" أو "محمد حسان" مثلاً، بحاجة إلى "قطيع من الملائكة" التي نظرها حديد وعقلها فريد و"هارد ديسكها" جديد، كي تستطيع أن تحصي جميع من يلعنونه وهم من الظالمين، فيقوم "ناكر ونكير" و"مسفر وسفير" و"باعر وبعير" بتحويل له كل هذا "الظلم" إلى "حسنات" يوم يرجع إلى ربه الذي وعده بنخلة وغسالة وبوتاجاز وجاكوزي في الجنة).

الإسلامويون بالضرورة "فاشيون" قلباً وقالباً وديناً وديدناً. أليسوا هم "الفئة الناجية" عند أنفسهم؟ أوليسوا هم أصحاب "وكنتم خير أمة أخرجت للناس"؟ أوليس اليهود عندهم "مغضوب عليهم" والمسيحيون من "الضالين" بحسب نص كتابهم المقدس وتفسيراته الخرنكعية؟ أليسوا هم من يدعون إلى "التشديد على الكفار" وأصحاب " من ارتد فاقتلوه" و"اقتلوهم حيثما ثقفتموهم"؟
ولكن، ما الذي يدعو الإسلامويين إلى التذمر حقاً اليوم في مصر؟ فمصر اليوم ، ولله الحمد والمنة على نعمه وأفضاله، قد ثبتت في دستورها بأغلبية شعبية أن "دين الدولة الاسلام" لأن الدولة بحاجة إلى هذا البند كي تأتي يوم الحشر إلى ربها على هيئة فتاة جميلة عفيفة محجبة منقبة، درة مصونة وجوهرة مكنونة، فيسألها ربها: ما اسمك؟ فتقول: مصر المحجبة بأمر من شيوخنا الأفاضل "محمد حسان ووجدي غنيم" وعلى مذهب "ابن تيمية وابن القيم" رضي الله عنهما وارضاهما. فيقول جل جلاله: دعك من "البلاي ستايشن" وقم يا رضوان وادخلها إلى جنتي راضية مرضية، وافرش لها بجانب أحبائي "عبدالله عزام" و"عبدالعزيز بن باز" و"عمر عبدالرحمن" وازرع لها نخلتين تأكل من تمرهما بلحاً شهياً، "زغلولي نجّاري" متعة للناظرين.

الإسلامويون في مصر ليسوا فئة مستضعفة –كما نعلم وكما تقول النتائج الأولية للانتخابات وإحصاءات الرأي العام. فمصر القرن الواحد والعشرين سوف يكون في وزارة خارجيتها – كما يبدو – الكثيرون ممن "قصرت جلابيبهم وطالت لحاهم" كي ينشروا "النور" الذي به يستضيئون إلى أقاصي الدنيا، فينقلوا العالم من الجور إلى العدل الذي سوف يرفرف في كل مكان، ويُروا الناس هذا الوجه الحضاري الذي يشع من "الزبيبة" في رؤوس الساجدين فيبهر أمم العالم ويضعها على الصراط المستقيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين، وليتململ "محمد علي" في قبره الذي فتح أبواب مصر للمطابع والأفكار الكفرية في القرن السابق، فلقد "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".

لا داع إذاً للتباكي على "الإسلامويين" في مصر، فهم الفئة "الظالمة" لو نظرنا عن كثب، وعما قليل سوف يمسكون بالحكم ويعيثون "بالمحروسة" فساداً حتى يقرف الشعب منهم فيغير ما بنفسه وينزلهم عن كراسيهم. فالتحجّر الفكري عند هؤلاء والتخلف الحضاري الذي يقبعون فيه سوف تظهر آثاره سريعاً على البلد لو أمسكوا بتلابيبها. فلن ينقذ مصر من وضعها المزري "الرقى الشرعية" ولا "الصلوات الربانية" ولا "اضطهاد أهل النصرانية" ولا البند الثاني من الدستور الذي يجعل الدولة "ثيوقراطية" ومهزلة من مهازل الفهم الشرقي "للديمقراطية الغربية". ولكن أهل التقى لا يعلمون، ولا يفقهون، وفي كل واد يهيمون، فينصبون بالواو والنون، ويرفعون بتحريك السكون، وهم بين هذا وذاك يصلّون ويتخدّرون "ويؤفينون" ويحسبون أن التقدم في التعليب والتكييس، وأسواق النخاسة والتكديس، والتيمن في الدخول إلى الحمّام، والتعوذ ممن ليس على سنته عليه أفضل الصلاة والسلام.

واسلم لي
العلماني