السلام عليكم .

الآن فهمت سؤال الأخ أحمد.

كنت أظن أنك تسأل عن الهدف من ابتلاء الله لعباده .و جوابه معروف .ليميز الخبيث من الطيب .
ليؤمن من آمن و يكفر من كفر .

لكن بعد مداخلة الأخ أو الأخت الدار البيضاء الذي ترك الإسلام لمشهد مأساوي يعيشه البشر والحيوانات , و حكم على الله تعالى أنه مريض نفسيا و يستحق العلاج .

هنا وجب البحث .

ما أراه أنا و لا يمكن أن ألزم به أحد .
أن الحياة الدنيا بمآسيها دليل على أنها مرحلة مؤقتة و ليست حياة تليق بمقام هذا المخلوق الذي كرمه الله و هو الإنسان.فثبت لدي أن الحياة الدنيا محطة عابرة , تأتي بعدها الحياة الحقيقية التي تليق بمقام هذا المخلوق الكريم الإنسان .

و ليت الأمر يتعلق بمرض طفل رضيع بالسيدا أو بالسرطان .

الأمر أكبر من هذا, فالدمار الذي تخلفه الزلازل , و البراكين و التسونامي, قد تجعلك يا أخ الدار البيضاء تحكم على الله بالجنون و ليس بالمرض النفسي فقط .لكنه حكم خاطئ بالطبع .

لأنك في نفس الوقت ترى أناسا يتنعمون , يأكلون ما لذ و طاب .بل يأكلون الكافيار .و يركبون الحوامات .
و ترى حيوانات مهينة تعيش في رفاهية لدى أصحابها .فالكلب في بعض بيوت الاثرياء يعيش حياة أرقى من كثير من البشر .

فالخلاصة أن نعيم أو شقاء الدنيا ليس معيارا للحكم على الله تعالى بالمرض النفسي أو بالجنون .

فالقضية الرئيسة ليست هذه الدنيا .و إنما مآلك ايها الإنسان .

و أنت ترى أن هؤلاء المترفين يقولون بلسان الحال و المقال : إنما أوتيته على علم عندي .
فهل من العدل أن يعيش العامل المجتهد و المثابر نفس عيشة الكسلان الفاشل ؟.

و النهاية حتمية لكل مخلوق , و في لحظة موته تنتهي متعه جميعا كما تنتهي مآسيه كلها .و تبدأ رحلة الحياة الحقيقية .

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء.

{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا } (28) سورة الإنسان.

و أنا أرى أنه ليس من الذكاء أن يترك الإنسان الإسلام لمجرد رؤيته رجلا يغرق في متع الدنيا أو طفلا بائسا مريضا .

فما أسهل أن يتنكر الإنسان لوجود الخالق .و ما أسهل أن يسبه بما شاء .

لكن من المستحيل أن تنتفي فكرة وجود الخالق من قلب بشر عاقل أو ربما حتى لو كان غير عاقل .

شكرا .