جمال الحر
عضو متقدم
   
المشاركات: 490
الانضمام: May 2009
|
الإلحاد ...عبقرية أم غباوة مفرطة؟.
السلام عليكم .
قرأت ردا لأحد الزملاء , الإخوة في الإنسانية من الذين لا يعترفون بوجود خالق لهذا الكون .كتب (( وبين أننا جميعنا وأقصد كل كائن حي أبناء لهذه الطبيعه الام)).
; و تذكرت كتابا باللغة الفرنسية قرأته منذ سنوات , للكاتب ( Henri Charrière)).عنوان الكتاب (( Papillon)).
هذا الرجل كان ملحدا , لا يعترف بوجود خالق للكون مطلقا .لكن قصة هروبه من السجن أثبتت له أنه لا بد أن يكون للكون خالقا .
فهو كان سجينا في سجن عبارة عن جزيرة تحيط بها المياه من كل جانب . و فر من سجنه المفتوح باستخدام ثمار جوز الهند .--Noix de coco--.
قضى الرجل اياما و ليالي في عرض البحر .تحته مياه البحر و فوقه السماء .و هنا أدرك غباءه , و ردد عبارة معبرة بحق ,كان يقول أنه أيقن بوجود الله .بل قال : كأنني ألمسه .
---------
فمن السهل أن ينكر أي إنسان وجود الله , و هو في فسحة .لكن أمام الشدائد و حين يحيط به الموت من كل جانب يرى نفسه و قد عرفت حجمها الحقيقي .
-----------
لكن دعنا من هذا الكلام الوعظي , و لنعود لمقولة صاحبنا :
(( وبين أننا جميعنا وأقصد كل كائن حي أبناء لهذه الطبيعه الام)).
لو أنك يا زميلي وضعت -أنت -في صحراء قيل لك أن قدما لم تطأها قط .
و رحت تمشي على قدميك لعلك تنجو من الموت .
و فجأة وجدت نفسك أمام رسوم جميلة متنوعة على صخور كبيرة .
فماذا تقول لنفسك؟.
بالطبع ستقول: أنا كنت غبيا حين صدقت أن هذه الصحراء لم تطأها قدم من قبل .
فلا بد أن هذه الرسوم كانت بيد أناس , مفكرين , عاقلين .و هم الذين أعطوها جمالها و رونقها و تنوعها .
فما بالك , أيها الزميل تعزو كل هذه المخلوقات التي لن تستطيع إحصاء أنواعها , و لا أن تنكر روعتها و جمالها إلى غير صاحبها ؟.
و كيف للطبيعة غير العاقلة أن تحدث كل هذا الجمال و التنوع ؟.
و ترى بوضوح أن القول بأن المخلوقات و الكون من صنع الطبيعة ضرب من ضروب الغباء البشري ليس إلا .
و ستجد نفسك مجبرا على استبدال قولك هذا بقول صحيح : أقصد بالطبيعة تلك القوة القادرة العاقلة الخالقة .و التي ليست إلا الله تعالى .
فمن الغباء أن ينكر الإنسان وجود الخالق العليم الحكيم , في لحظات طيش و أمل زائف .
و شكرا .
|
|
12-16-2011, 06:48 PM |
|