" القضية و ليس الموت هي ما تصنع الشهادة " .
العزيز عاشق الكلمة .
أرحب باتفاقنا الواسع ، فاتفاق مختلفين أيديولوجيا على القضايا الأساسية دليل قوي على صوابها ، فليس المهم أين تقف بل إلى أين تنظر ، فطالما توخينا مصلحة الوطن والأمة فسيكون اتفاقنا كبيرا ، كثيرا ما أردد أن الأفكار التي تقودنا إلى إعلاء مصلحة الوطن و تنميته و إزدهاره و معاداة قوى الشر و العنصرية و الصهيونية و الفوضى الأمريكية كلها صحيحة و إن بدت متناقضة ،و أما تلك التي تقودنا إلى الفوضى و الإفلاس و التقاتل الداخلي و الإرتزاق السياسي سواء من فريدوم هاوس أو قطر (خليفة هاوس) فكلها خاطئة مهما بدت براقة .
يا صديقي .. الأفكار على قارعة الطريق ،و البغل فقط لا يغير أفكاره .. فقط الأخلاق نادرة .
الإختلاف في الرأي ليس عيبا بل إثراء للحوار ، المهم هو أن يعرف المشاركون كيف يختلفون ، و لهذا فلنرحب جميعا بأن نختلف و أن يبدي كل منا رأيه بكل قوة ، فالحقيقة لا يحتكرها أحد و لكنها في مكان ما بيننا و نستطيع الإقتراب منها طالما كنا نتوخاها جميعآ . لا يمكننا لو كنا جادين أن نتجاهل أفكار الأغلبية الساحقة من الشعب التي تريد حكمآ يستلهم الإسلام ،و لا يمكننا لو كنا منصفين أن ندين ربع المسلمين لأنهم شيعة أو كل المسيحيين لأنهم يرون المسيح إلهآ ، ولا حتى أن نرفض متابعة أفكار المراهقين طالما تحرك بعضا من الشارع ولو إلى الدمار، المشكلة كلها هي في قواعد الحوار و إدارته ، لهذا فلا يمكن أن يترك الحوار هكذا سداح مداح للشتامين بلا رقاية و بيننا صبية وسوقة و متعصبين .
ليس مهما أن نقول أفكارا براقة بل أن نحترم المخالفين أيضا ، في حوار حول قضية ما كنت متفقا 100% مع أحد المشاركين ، و مختلفا بنفس النسبة مع الطرف الآخر ( أحد الأخوة الشيعة ) و لكني بعد أن قرأت مداخلة هذا الليبرالي الإفتراضي غيرت مداخلتي كلها لتكون توبيخآ له على موقفه الطائفي القذر من طائفة إسلامية كاملة تشكل مايزيد على ربع الأمة الإسلامية التي يعيش فيها ، هؤلاء الواهمون المدعون و المدعومون هم من يفسدون ليس الحوار في هذا النادي فقط ، بل يشوهون الجمال في هذا العالم كله . فليس أسوا من التشدد الديني سوى الكراهية و السادية و الحقد .
قناعتي ( السياسية ) التي عبرت عنها منذ البداية أن أفضل ما نطمح إليه في المجتمعات الإسلامية هو نظام حداثي حقآ و لكن أيضا إسلامي حقا ، فلن يمكن أن نحكم الشعوب بغير إرادتها ، هذا يستدعي إجتهادات أساسية في الإسلام التطبيقي و أيضا إعادة طرح مفهوم الحداثة و التقدم ، و لهذا كنت متعاطفآ دائما مع تجربة الإسلاميين في تركيا ( حزب العدالة والتنمية ) و مع الإصلاحيين في إيران ( السيد محمد خاتمي ) و تجربة مهاتير محمد في ماليزيا . قناعتي أننا لا نتبنى الأفكار (السياسية) لأنها تلائمنا نحن بل تلك التي نعتقد أن شعوبنا تتقدم بها و تحقق لنا الأمن و التنمية و الإستقرار . لو تبنى الإخوان قيم الحداثة و استلهموا التجربة التركية فثق أني لن أتردد أن أصوت لهم ، بل سأكون أسعد إنسان في منطقة الشرق الأوسط ، لأننا بهذا سنعطي للتنمية الحقيقية دعما شعبيا حقيقيا ،وسأكون مطمئنا على مصر عندما تقودها الأغلبية الديمقراطية إلى الإزدهار، ولا أريد شيئا آخر ، فلا مشكلة لي مع الإسلام و لا مع الإسلاميين المستنيرين . بالمناسبة سبق منذ سنوات طويلة أن طرحت في أحد المنتديات موضوعا بعنوان " آخر الرجال المحترمين " عن " عصام العريان " لأنه بدا لي وقتها نموذجآ للسياسي المسلم الليبرالي كما أتمناه ،و ذلك رغم رفضي للإسلام السياسي كما هو مطروح في مصر حتى الآن ، أكثر منذ ذلك فإني أضع " عبد المنعم أبو الفتوح" على رأس short listرئيسآ لمصر . في عالم السياسة يجب أن نكون واقعيين للغاية حتى نكون فاعلين و مشاركين في توجيه المستقبل لصالح الوطن ، لا نريد لمصر رئيسا ليبراليا حائزآ على نوبل و لكنه ضعيف متردد يخشى الجماهير و غير محبوب منها ، مصر في حاجة إلى رئيس شعبي قوي عاش عمره كله فيها و يعبر عنها و أيضا منفتح و عقلاني ،و هذا ما أراه في عبد المنعم أبو الفتوح حتى الآن .
أما عن صبية محمد محمود و بلطجية التحرير ، ألا تشعر معي بأن الإعلام المصري غير أمين ولا صادق في عرضه للصورة في مصر ، أغلبية ساحقة ترفض الفوضى يتم تنحيتها و أقلية " قبيضة " وفوضية لم تحرز أدنى قدر من التفويض الشعبي يتم تلميعها من أجل مصالح شخصية للبعض ، يحرقون مصر من أجل تضخم أرصدة البنوك !.ألا يستحقون واحدة من ابدعات صديقنا الغائب الحاضر ( أولاد الشر.... ) .