السلام عليكم .
أنت تعرف جيدا أن صدري لا يضيق بحوار قط , طالما كان يدور في جو الإحترام و الصدق .

لكن على حسب منهجك .و تصورك , يمكنك القول أيضا أن المسألة مجرد وهم أصلا .فلا أنا أكتب و لا أنت تكتب و لا أنا أقرأ و لا أنت أيضا تقرأ .
فالقصة كلها تجري في وهم .

لأننا لو فرضنا أن الله حكم علينا مسبقا .فلا داع لإجراء هذه المسرحية أصلا .فالأمر محسوم .

لكن الحقيقة على العكس تماما .و مدار التساؤلات كله على خلط بين علم الله المطلق , و بين حرية الإنسان في اختيار أفعاله .

الأحاديث التي تقدمها تبين مايلي :
-أولا أنك لم تجد في القرآن الكريم ما يثبت قولك .

-ثانيا , هذه الأحاديث و إن صحت لا بد أن تفهم في ضوء القرآن الكريم .و القرآن الكريم مليء بالآيات الدالة على أن الله تعالى منح الإنسان كامل حريته في اختيار مصيره .

لذا فالله خلق الإنسان و أعطاه العقل , و تركه حرا يختار ما يشاء .ليكون مسؤولا عن أفعاله يا عزيزي.

و حين أقول : أعطاه العقل , فأنا لا أقول أنه أعطاه علبة فيه أشياء .
فالعقل موضوع معقد جدا .و ليكن في علمك أن العقل ليس موجود في المخ كما ترى أنت أصلا .

بالنسبة لأدلة صدق النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم :
أولا , هو ليس بدعا من الرسل .
ثانيا , سيرته قبل بعثته , طاهرة شريفة كلها صدق .فليس من المعقول أن يأتي بأكاذيب حين بلغ الأربعين و هو الصادق الأمين .
ثالثا: إنه لم ينسب شيئا إلى نفسه .و إنما قال أنا عبد الله و رسوله .
رابعا : بين يديك القرآن الكريم و فيه من دلائل صدق نبوة محمد-ص- ما يكفيك .
لكن مادمت تنكر وجود الله نفسه .و تعترض على مسائل لم تحط بها علما أصلا , فلا اظنني سأفلح في إقناعك بنبوة محمد صلى الله عليه و آله و سلم .

و أنت حر .و أنت من يكتب مصيره في اللوح المحفوظ .
شكرا.