.................
لكن لى عندك سؤال شخصى :

شخص فى مكانتك العلمية ووضعك الاجتماعى والثقافى وعلاقاتك المتشعبة , لماذا تترك الساحة الاعلامية لهؤلاء الأوغاد ولا تحاول أن تكون ضيفا على أحد البرامج بحيث يشاهدك ويستمع أليك أكبر عدد من الناس وليس بضعة أفراد فى نادى الفكر العربى !
[/quote]
و الله يا اخ عاشق الكلمة تجربتي الوحيدة في النشر كانت في مجلات متخصصة ، و لكني احجمت كلية عن الكتابة في الصحف او الظهور في أي برامج تلفزيونية و كان آخرها منذ أيام قليلة ، عندما اعتذرت عن الظهور في فيلم وثائقي عن فرج فوده تنتجه الجزيرة ضمن سلسلة أفلام وثائقية عن الإغتيال السياسي .
لسبب ما لست بعيدآ عن مجال الإعلام و أعرف الكثيرين من العاملين فيه . منذ 25 سنة تقريبا اتفقت بالفعل على نشر سلسلة من المقالات في الوفد و لكني أحجمت عن ذلك ، بل طلبت من فرج فوده التوقف عن السياسة و كتابة المقالات و التركيز فقط على العمل ، و تكرر هذا الموقف مرة أخرى مع مجلة المصور زمن الأستاذ مكرم محمد أحمد و لكني أيضا ترددت ثم أحجمت ، و كنت أجيب عن إحجامي ذلك : " أنك كي تكتب لابد أن تكون محبا للناس بقوة أو محبا لنفسك بذات القوة ،و لكني لا أحب كلاهما إلى الحد الذي يجعلني أعرض نفسي لتطاول الأوباش" .
إني لا أحاول تغيير الكون بل ولا أي إنسان ، و ستلاحظ أني أعرف حدود النادي تماما ، و أنه ليس أداة للخطاب العام ، هنا أمارس الحوار في دائرة ضيقة مع زملاء ، و أحيانا تسعدني الظروف بوجود زميل له وزن فكري حقيقي ، هذا نادر للغاية و لكنه يحدث أحيانا ، بهذا فقط يصبح للحوار متعة حقيقية . هناك ما أطلق عليه شهوة التفكير و لذة إنتاج الأفكار ، هذا لا يتحقق سوى عندما يكون هناك تواصل مع آخرين ، هذا هو السبب الوحيد لتواجدي على النت .. التواصل . في حوار مع الأخ نظام الملك قال لي أن المصلح يجب أن يكون لينا و هو ربما يراني خشنآ نوعا ما ،و لكني لم أر تفسي يوما مصلحا ولا مثقفا ، إني مجرد آلة إنتاج الأفكار على مدار الساعة .. في العمل و البيت و على الشبكة و ... الخ .
يا صديقي .. أكثر من 95% من المصريين هم مثلك و مثلي و مثل نظام الملك و ... ، و نحن نعرف الحقائق كما هي ولا نحتاج إعلام كي نعرف أننا في فوضى و أنه لا يوجد تحت القبة ثوار ، هناك فقط بلطجية و عشوائيون ، أما الإعلام المصري فهو في مجمله مرتزق و متكسب و مغرض و ببساطة .. خائن ، مجموعة من المرتزقة أنصاف المهنيين و أنصاف الجهلة يثرثرون في أشياء لا يعرفونها . أشهر إعلامي مصري و أغلاهم هو محمود سعد لم يقرأ كتابا في حياته ولا يجيد نطق ال ( قاف ) فينطقها قريبا من ( الكاف ) مثل الأميين ، هذا الحمار كان يقبض من التلفزيون الحكومي مليون جنيه شهريا تقريبا وهو ما يعادل أكبر راتب حصلت عليه في القوات المسلحة كضابط مهندس لمدة 80 سنة !، شهر واحد منه يعادل 80 سنة من مثلي بينما أنا قرأت وزنه كتبا 15 مرة على أقل تقدير و بلا مبالغة . أي إعلام بالله عليك تريدني أن أظهر فيه !. صدقني لا يوجد إعلامي مصري واحد يبحث عن الحقيقة بل كل يريد أن يتكسب من الهوجة الحالية ، إبراهيم عيسى و عادل حمودة و البلطجي علاء الأسواني ( لا يختلف عن أي صبي شتام في المدبح ) ... كلهم يقولون الشيء اليوم و نقيضه غدآ ، بل نقيضه قبل نهاية الجلسة وهكذا بلا انقطاع . الإعلام ليس شخصا بل مؤسسات متكاملة ، ال CBC مثلآ دمرت وعي المصريين لسنوات قادمة و مجدت الفوضى و التفاهة و تتعبد في محراب عداء الوطن لصالح الفوضى ، هل ستقبل بظهور بهجت أو نظائره من الوطنيين العقلانيين المتجردين من أي غاية سوى خدمة الوطن ،ولو حدث هل سيستمع إليهم أحد ممن تلوثت عقولهم بما يفوق الإصلاح ؟. باستثناءات قليلة جدا لم أجد إعلاميا يستحق الإحترام أو التقدير ، أذكر من المحترمين قلة مثل صلاح عيسى و عبد المنعم سعيد ( إلا قليلآ ) ووحيد عبد المجيد ( رغم انتهازيته حاليا ) و المرحوم سعيد عبد الخالق و المرحوم محمد السيد سعيد و .. . أذكر مقالبتي الأولى لعادل حمودة في مكتب فرج فوده ،و كنت في عجلة من أمري و لكن فرج أصر على حضوري اللقاء و سألني عن رأيي فيه ، فأجبته أنه في حاجة لعلاج الحموضة . الإعلاميون في مصر في حاجة لعلاج بدني أو نفسي أو كلاهما .
يبقى السؤال من سنخاطب ؟.
من في الشوارع الان هم ثوار العشوائيات و هؤلاء لن يوقفهم شيء .. لا إنتخابات ولا وزارات ولا جيش ولا شرطة .. حتى لو حققنا كل مطالبهم فلن يتوقفوا . فقط حد الحرابة ربما يكون الحل !.