أخي طيف للأسف كلامك في معظمه صحيح .. لا يوجد سيادة حقيقية لأي طرف في العراق .. انسحاب أمريكا ليس هو النصر المنشود وإن كنا لا نقلل من أهميته .. بعد الانسحاب هناك دولة وبناء دولة وانشاء سيادة وطنية حقيقية واعادة العراق لمكانته الطبيعية والريادية في العالم العربي والإسلامي .. فالنصر الحقيقي هو ما يصنع من الألم أملاً ومن المحن منحاً في سبيل الارتقاء والرفعة والسمو والمكانة .. ولكن أختلف معك فيما يخص المقاومة العراقية وخصوصاً أن ضعف الشيء لا يعني زواله ووقوع الأخطاء لا تعني الشيطنة دائماً .. فصحيح أنها الآن ضعيفة وتعرضت لمحن قاسية جداً سواء من قبل الجيش الأمريكي أو من قبل الحكومة الطائفية وميليشياتها أو من قبل القاعدة أو من قبل المخابرات السورية ولكنها ما زالت موجودة وما زال يمثلها الكثير من الوجوه والفصائل الشريفة .

ما يغيظني كثيراً هو افتتاح قناة المنار لحفلة شعواء بسبب انسحاب الجيش الأمريكي وكأن حزب الله أو الفصائل الشيعية هي من أجبرت أمريكا على الانسحاب مع العلم بأن سقوط العراق كان بسبب تخاذل وتواطؤ الأحزاب الشيعية وايران معها وفق تصريح " أبطحي وخاتمي " .. هذه اسمها سرقة للثمار في وضح النهار .. وفق احصائية الجيش الأمريكي فان 93 % من قتلاه كانوا في مناطق سنية والبقية في مناطق شيعية وأول المدن التي فرحت وهتفت للانسحاب كانت الفلوجة الأبية .

طبعاً هذه ليست طائفية كما سيحلوا للبعض أن يسميها .. بل هي " تسمية " الأشياء بمسمياتها .. الطائفية هي ما قاله الأخ السيد الحسيني مثلاً عندما قال بأن المقاومة السنية لم تكن موجهة ضد الأمريكان أي أنها موجهة ضد العراقيين فقط .. وينسى ويتناسى الأخ بأن السنة أيضاً كان لهم نصيب الأسد من الضحايا والقتلى والتفجيرات ووقوع " صواريخ الجراد " في مناطق سكناهم .. بل هم أكثر من اكتوى بنار الحرب الطائفية من تهجير وتشريد و " تخزيق " بالدريلات والمعتقلات الاجرامية وفضائحها التي كانت تأتي تباعاً خير دليل ومثال .

ونريد أن نذكر بأن أولى ثمار هذا الانسحاب كانت اعتقال " ألف " شخص وأكثر في اقليم صلاح الدين والأنبار .

تحياتي لك يا أخي وأتمنى لك ولكل العراقيين الخير والسلامة .