السلام عليكم .

مقال منقول من كتاب للسيد هاني محمد الزهيري بعنوان (( المنقذ من الضلال)) .
اخترت أن أنقل منه هذا المقطع لأنه يبين حقيقة منهج المسلمين التقليديين .فالأدلة الشرعية عندهم هي قول المشايخ .فلا قرىن , و لا سنة و لا عقل و لا منطق .

فصل
فى الأدلة الشرعية

ما الفرق بين الأدلة الشرعية بينكم وبين غيركم ؟
الجواب :
اعلم أن المخالفين يقولون أن الأدلة الشرعية عندهم كالتالي :
1- القرآن
2- الأحاديث
3- أقوال الصحابة
4- أقوال أهل العلم
ونحن نقول لهم :
هل فى القرآن ناسخ ومنسوخ ؟ يقولون نعم ,
قلنا لهم من يوضح لكم الناسخ من المنسوخ ؟ يجيبون بقولهم العلماء
قلنا لهم من يوضح لكم الحديث الصحيح من الضعيف ؟ يجيبون بقولهم العلماء
قلنا لهم وكذلك الحال فى أقوال الصحابة فالذي يوضح لكم صحيحها من ضعيفها هم العلماء .
إذاً الترتيب الصحيح للأدلة الشرعية عندكم هو كالتالي :
1- كلام العلماء
2- كلام العلماء
3- كلام العلماء
4- كلام العلماء
وبالتالي أنتم لا تتبعون القرآن ولا السنة ولا أقوال الصحابة وإنما كلام المشايخ فقط.
أما الأدلة الشرعية عندنا فهي كالتالي :
1- القرآن الكريم
2- السُنة النبوية
3- الأحاديث
فإن قيل ما الفرق بين السنة والحديث ؟
قلنا : السُنة هي أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ..أي كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى ويصوم ويحج وكيف كان يتعامل مع زوجاته , مع أصحابه , كيف كان يتعامل فى الحرب مع الأعداء , أما الأحاديث فهي الأقوال المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مثال على الاختلاف بين السنة والحديث :
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ
أُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ( صحيح البخاري)
فهذه الرواية هي قول منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم , ولكن إذا نظرنا إلى أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وهى السنة سنجد أنها تخالف هذا القول .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَأَصَابَهُ وَعْكٌ فَقَالَ أَقِلْنِي بَيْعَتِي فَأَبَى ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ أَقِلْنِي بَيْعَتِي فَأَبَى فَخَرَجَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طِيبُهَا (صحيح البخاري)
فى هذا الحديث نجد أن ذلك الأعرابي ارتد عن الإسلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يقتله الرسول صلى الله عليه وسلم .وكلا الروايتين فى صحيح البخاري , وهنا قد تناقض فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع القول المنسوب إليه , فى هذه الحالة نقدم فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو السنة على القول المنسوب إليه وهو الحديث.

فإن قيل ما هي طريقة تصحيح وتضعيف الأحاديث عندكم ؟
الجواب :
فأعلم أننا نقول أن السند هو مجرد مؤشر على صحة الحديث ولكن السند ليس كل شيء وإنما لابد من عرض نص الحديث على القرآن فإذا توافق مع القرآن أخذنا به وإذا تعارض رفضناه .
مثال : حديث رضاع الكبير الوارد فى صحيح البخاري يعارض قوله تعالى " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ "
وبالتالي فإن مدة الرضاعة سنتين فقط ...فكيف يبيح الرسول صلى الله عليه وسلم أن ترضع المرأة رجلا له لحية ؟؟ وبالتالي نقبل الآية ونرفض هذا الحديث .