الأخ الكريم عاشق الكلمة .
تحياتي القلبية .

يا صديقي .. ربما كنت أفضل مما يعتقدون ، و لكني بالقطع دون ما تعتقد . أثناء تواجدي في مكتبة بالأسكندرية و كان بجواري مجموعة من الكتب التي انتقيتها ،وقف بجواري رجل في مثل سني تقريبا عرفت بعد ذلك انه كان وكيلآ لوزارة الثقافة و زميلآ للدكتور محمد عنان ، كعادة المصريين و جدته يتطلع من خلف ظهري لعناوين الكتب التي أحملها ، فالتفت اليه بشكل طبيعي جدآ و عرضت عليه الكتب و بدأت أحدثه عنها ، هكذا بدأنا حوارآ مشوقا عندما حدثني عن خفايا عالم النشر الثقافي ،و لكنه أبدى ملاحظة استوقفتني طويلآ بعدها ، قال أنه متعجب من دائرة اهتماماتي و تنوعها ، رغم أن جيلنا أنهى دوره العام . شعرت أنه واقعي و صادق بالفعل ، حتى لو قدمت أرقى الأفكار و أكثرها فائدة ، فما جدواها طالما لن تجد من يستمع لها ؟، إني واثق تماما أن جيلي قد أنهى دوره العام سواء سلبا أو ايجابا ، اليوم هناك جيل جديد عليه تحمل مسئوليته . الغريب جدآ أن جيل الأربعينات و الخمسينات مختفي تماما من المشهد المصري بينما هو الجيل الذي يبني العالم حولنا .
يعني آخرتي كلمتين هنا و هناك ، لست بطلآ مثل باقي الزملاء ماشاء الله و لكني واضح جدآ ، سأعبر عن قناعتي بقوة مهما خالفت المجموع ، و لكن أيضا من حضر عفريت يصرفه فلا يعقل أن لدينا 80 مليون مصري يحضرون عفاريت و يصرفها رجل وحيد ملول و محب للشعر و للسينما و المسرح العالمي مثل بهجت .