أخي الكريم لا يوجد طائفية ولا ما يحزنون .. صدقني أنا أبعد الناس عن الطائفية بشقيها .. فمشاريعي في العادة هي وحدوية تجمع ولا تفرق .. ولكن أهدافي النهائية لا تعني الانتقاص وتغيير وتحريف الواقع من أجل أحلامي السرمدية .. بل توجب علي ذكر الواقع كما هو حتى أستطيع معالجة الخلل .. فاحتلال العراق وما تلاه من مجازر طائفية كان المحرك والمحفز الأول للنفس الطائفي في المنطقة .. فكما أنك تخالف أهدافك الحقيقية في ازالة الطغاة والثورة عليهم " سوريا نموذجاً " من أجل الحقيقية والمصالح المترتبة عليها كما تقول .. فأنا أعمل بهذه القاعدة فيما يتناول المشاكل الطائفية في المنطقة .

إني أقدر كل مقاوم رفع السلاح في وجه أمريكا سواء كان سنياً أو شيعياً .. ولكن هناك حقائق يا أخي الكريم لا يمكن التغاضي عنها وهي أن السنة هم من قاتل الأمريكان في العراق قتالاً حقيقياً وعنيفاً وجاداً .. ووفق احصائية الجيش الأمريكي المعلنة ثبت بأن ما يفوق 90% من قتلى الجيش الأمريكي كانوا في المناطق السنية لوحدها ولا أظنك تستطيع أن تتعامى عن هذه الأرقام والدلائل فلماذا حالة الإنكار هذه علي عندما أقول بأن المقاومة فعلاً كانت سنية في مجملها ؟

فيما يتعلق بتخاذل إيران .. ففرق بين السعودية ودول الخليج وبين ايران .. فدول الخليج كلنا نتفق على تواطئها وتخاذلها وهي لا تخفي ذلك أصلاً وهي تصرح بهذا وأحياناً تفتخر به فضلاً عن كونها جزء من المشروع الأمريكي في المنطقة تأتامر بأمره .. وبين ايران التي ترفع شعارات المقاومة ورفض الظلم والطغيان ومحاربة " الشيطان الأكبر " .. ولذلك كما يقال العيب من أهل العيب مش عيب .. بعكس ايران .. وأظنك تفرق بين اعتراف محمود عباس بإسرائيل وبين اعتراف حماس مثلاً .

وبالمناسبة التأثير السلبي لإيران على العراق وخصوصاً بعد احتلاله كان أشد مليون مرة من تأثير الدول الخليجية مجتمعة .. كان بامكان ايران وبكلمة واحدة وقرار واحد أن توقف حمام الدم والتهجير الطائفي وملاحقة أهل السنة وقتلهم وتعذيبهم في المعتقلات .. ولكن لإيران مشروع كبير يرى في العراق امتداداً له و " ينشن " على الكثير من دول المنطقة .. وهذه ليست أحلام أو هواجس بل هي حقيقة معلنة .

يا صديقي أنا كنت دائماً وأبداً " أسلق " الأنظمة الخليجية ومناصريها بـ " ألسنة " من حداد .. وكنت أدافع عن حزب الله ومقاومته .. وكنت أستهزء ممن يتحدث عن الدور الأساسي لأهل السنة وخصوصاً الجماعة الإسلامية في حرب لبنان 2006 .. فالحقيقة لا تغطى بغربال .. فحزب الله هو سيد المقاومة بمجملها في تلك الحرب .. وعلى نفس المنوال أهل السنة هم أسياد المواجهة مع الإحتلال الأمريكي في العراق .