عزيزي العلماني

متوقع أيضا الخلط بين الحضارة والمدنية الذي يقوم به المستغربون منذ بدأ الاستغراب حتى اليوم،

أخذ ما لدى الغرب كقفة واحدة، وجعلها لنا ليس إلا استغراب، وهو ليس أبدا يعني الانتفاع من منجزات الغرب.

النماذج التي ذكرت أسماءها من مثل طه حسين وأضرابه هي نماذج مستغربة أيضا، أنت هنا تأتي بالاثبات من المعضلة ذاتها، ولا يقبل إثبات معضلة بذاتها.

عزيزي العلماني،

من مكوثي الطويل منذ 2004 حتى اليوم، وأنا أقرأ ما يكتب وأتابع ما يسطر، ورأيي واحد لم يتغير، من يرفض أن يقرأ لغيره لا يؤخذ رأيه به، وأكاد أجزم أن جل ما قرأته للإسلاميين محصور في كتاب سيد قطب معالم على الطريق، وشيء من مثله. لأن كثيرا من طروحاتك إنما تستند على هذه الأفكار التي تراها هي أفكار الإسلاميين.

أنا على سفر الآن، لكنني عائد في العام القادم، وريثما أعود يا حبذا لو تفضلت مشكورا لا مأمورا في شريط عمره 4 سنوات لا يزال ينتظر مداخلة منك أنت وعدت بها، تتحدث عن الذات الإلهية وسبل إثبات وجودها ونفيه، وهو العقدة الأولى التي بينك وبين الإسلاميين، ثم العقدة الثانية والتي قد نتحاور فيها بعدئذ وهي علاقة الذات الإلهية بالواقع المعاش، والحكم على الأفعال بالتقبيح والتحسين، أظن أنني قد فتحت موضوعا فيما سبق مع أحد الزملاء هنا، والعقدة الثالثة بينك وبين الإسلاميين هي وسائل اكتساب المعرفة والحكم عليها وقد فتحت موضوعا مع الزميل الغائب دوريمي يتعلق بهذا الموضوع، حبذا لو راجعته. يعني حين يريد المرء أن يناقشك في أصول الخلاف تذهب، وترجع لتثير قضايا فرعية بين الفينة والفينة، لو حلت الأصول لسقطت الفروع تبعا لها بالضرورة.

حين تحل العقد الثلاثة هذه، حينها تعرف لماذا يريد الإسلاميون إيجاد حياة إسلامية يكون الوحي فيها هو المصدر للأحكام، والحلال والحرام هو الميزان للأفعال، أما بانصرافك إلى كتب ابن تيمية وسيد قطب فلن تحصل إلى على نظريات عجيبة لا تليق بك أن تذكرها ولا يليق بنا أن نسمعها، فالظلم منك قبيح وعلينا أقبح.

أتحدث معك من باب المونة، فإن أزعجك كلامي إنسه ويا دار ما دخلك شرّ، ونتركك وما تريد، فليس ما نصنعه أنت وأنا هنا إلا شقشقة تهدر ثم تفتر.