(12-20-2011, 04:45 AM)عاشق الكلمه كتب:  

(12-19-2011, 01:38 PM)observer كتب:  اولا- ولامؤاخذة طز!!!!
حمل شهادات الماجستير و الدكتوراة لا تعني ولا اي حال من الاحوال ان صاحبها متقدم في الفكر او غيره!!! فالعبد الفقير لله، و بحكم عمله في ارقى الجامعات الالمانية، مرَّ عليه الكثير من المبتعثين العرب من بلدانهم الاصلية الى المانيا للحصول على الماجستير او الدكتوراة، و على الاقل ٩٠ بالمائة من النمر الوافدة الينا متدينة و لا تقطع فرض ديني واحد!!! و عند المناقشة لا تستطيع مجاراتهم في معرفة التراث الاسلامي عن ظهر قلب، و لكن اغلبهم لا يعرف كيف يتصرف في المختبرات العلمية!! و قلة قليلة منهم يستطيعون التحدث بالانجليزية (وليس الالمانية) لاتمام عملهم العلمي، و الكثير منهم يحتاج طوال فترة تواجده بالجامعة الى زميل آخر متفرغ ليساعدهم من الناحية العلمية!!! و في النهاية وبعد جهد جهيد و ينهون دراستهم وهم لم يصيبوا منها الا الفتات!!!
ثانيا- المعلومات المتوفرة عن هؤلاء في الانترنت في الغالب تأتي من الويكيبيديا، وهذا مصدر يؤخذ منه بحذر، اذ ان كل شخص يستطيع ان يكتب فيها مثلا عن احد البقالين في الحارة و يجعله احد جهابذة الاقتصاد العالمي دون ان يعترض احد!!!
ثالثا- العلماء الحقيقيين يقاسون من خلال ما يقدمونه من مجهودات علمية تظهر في الدوريات للعلمية، و بما ان لي مدخل على الكثير من بنوك المعلومات العلمية مثل Sci Finder و غيره، و ذلك من خلال عملي بالجامعة، وضعت اسم صاحبك هكذا Mohamed Badie Abdul Mageed Samy، لاجد له اي بحث علمي يتعلق بالبيطرة منشور في اي مجلة علمية فلم اجد!!! و عليه، على '' الهيئة العامة للاستعلامات المصرية'' او على من كتب عن هذا الشخص في الويكيبيديا ان يزودنا بقائمة ابحاثه المنشورة في مجال البيطرة قبل ان يطلق عليه لقب واحد من اهم ١٠٠ عالم عربي!!! مع اني اعتقد جازما بأن الحديث ليس عليه جمرك، اي ان كل ما كتب عنه مبالغ فيه لابعد الحدود!!!

يا حبيبى أفهم الله يرضى عليك والكلام ليك ولغيرك .....

اذا كان حمل شهادات الماجستير والدكتوراة لا يعنى أن صاحبها متقدم فكريا فهو كلام نظريا صحيح , لكن عمليا ماهى المعايير التى تستطيع من خلالها أن تحكم على شخص ما اذا كان متقدما فكريا أم لا ؟ هل تقيمه بميزانك أنت الفكرى ؟

أعتقد بأن "المقياس الوحيد والأوحد" لكل هذا هو "الانجازات العلمية المتميزة" (إن على صعيد "الكتابة" (في "الآداب" خاصة والكثير من العلوم) أو "المختبرات والتجارب العملية" (في حالة العلوم التطبيقية)). فمعظمنا اليوم يحمل "ماجستير" أو "دكتوارة" في اختصاص معين، فهل هذا يجعل منا "مفكرين متقدمين" وأصحاب انجازات معرفية مميزة في حقول اختصاصنا؟ بل هل يجعل هذا منا "مثقفين" حقيقيين؟

قل لي ماذا "كتبت" (واكتشفت واخترعت في حالة العلماء) وماذا تركت من بصمات مميزة في عقول وقلوب البشر وعالمهم، أقول لك من أنت. فالشهادة الجامعية قد تشرّف صاحبها وتدل على اجتهاده وجهوده، وتؤهله لشغل وظيفة معينة في المجتمع، بل لعله تستحث مواهبه الكامنة كي يتميز بعدها، ولكنها - عامة - تحصيل حاصل، فهي تعتمد على "عقول متوسطة مثابرة"، وهي لا تضع صاحبها في مصاف "المتميزين والعقول البشرية الرائدة الفريدة" طالما لم يأت "بعمل معرفي" يحدث في الدنيا دوياً معيناً. "فنجيب محفوظ"، الموظف بوزارة الأوقاف المصرية، أكبر أدبياً ألف قامة من معظم "دكاترة الأدب العربي" في الجامعات العربية، الذين يرحلون وهو باق. وقل هذا أيضاً عن "عباس محمود العقاد" الذي لم يكمل المرحلة الابتدائية من تعليمه.

لا أقول هذا كي أنقص من قيمة حملة الشهادات العليا ولكن كي أستحث القاريء المثقف الذي يمر بهذه الكلمات على "القراءة والتفكير والكتابة"، فعالمنا العربي بحاجة عظيمة لمبدعين ومتميزين. والمطلوب اليوم "أعمال مكتوبة مميزة" في العلوم والمعارف المتنوعة كي تضع اسمك في لائحة الكبار، أما ما تبقى فهو زبد لا يمكث في الأرض، فعظمة "كارل ماركس" في "رأس المال" وليس في كونه "دكتور في الفلسفة"، وعظمة "نيتشه" في "هكذا تكلم زرادشت" وليس في كونه يشغل منصب أستاذ في جامعة، وعظمة "أينشتاين" هي في "نظريته النسبية" وليس في الألقاب التي حاز عليها.
الشهادة الجامعية وحدها لا تصنع عالماً ولا أديباً ولا حتى مثقفاً، والذي يعيش في الأوساط الأكاديمية ويعمل فيها، يعلم جد العلم بأن "الكادر الأكاديمي" يتمايز بين بعضه من خلال "المؤلفات". فهناك انتظار وترقب لأستاذ ما كي ينجز الجديد في موضوعه دائماً. والاستاذ الجامعي الذي لا ينتج يتعرض للكثير من الهمهمات والأسئلة، إن لم يكن في حضرته فخلف ظهره. "فالكتابة" هي المحك والفيصل لمقاييس التقدم الفكري والشرف العقلي حتى اليوم، ولا أظن هذا سوف يتغير.

أخيراً، عزيزي قاريء هذا النص، تعلم واقرأ وابحث وجرّب وفكر ثم حاول أن "تكتب" في المجال الذي تحسنه وتجد نفسك مميزاً فيه. "أكتب ثم اكتب ثم اكتب" محاولاً في أثناء هذا أن تكون مبدعاً مميزاً على صعيد المحتوى والأسلوب فهذا وحده ما يجعلك فريداً وما يبقيك، أما الباقي فغثاء أحوى.

واسلموا لي
العلماني