(12-24-2011, 11:46 PM)لواء الدعوة كتب: [quote=أخي الوقوف في " نصف الطريق " ليس هو الأصل في مواقف الحق والباطل .. فإما مع الحق وإما مع الباطل .. وأما حالة حماس فلها ظروفها وسياقاتها التي تحتم عليها مثل هذا الموقف .. فدعم النظام السوري لها في وقت محنتها يحتم عليها أن لا تعض يد صاحبها ولو كان ظالماً وفي نفس الوقت أن لا تكون كلباً وفياً يقف مع صاحبه في الخير والشر .
بخصوص المعارضة .. فمن تقصد يا صديقي العزيز ؟ هل تقصد الشعب الثائر الذي يخرج عارياً في مسيرات ومسيرات أم تقصد المجلس الوطني في الخارج أم تقصد الجيش السوري الحر ؟
عني شخصياً .. فأنا مؤيد لجميع خيارات الشعب السوري .. من أراد المقاومة بالسلاح فهذا حقه الطبيعي .. " ألم يفعلها الحسين عليه السلام وآل البيت من بعده ؟ " ومن أراد التظاهر فله ذلك أيضاً .. هذا أمر لا يخصني ولا يخصك .. بل يخص الشعب السوري نفسه .. والخلاف معه لا يكون من حيث المبدأ بل من حيث مدى المصالح والمفاسد المترتبة على أي خطوة يقدم عليها هذا الشعب .
أما الطائفية .. فالنظام من بذر بذورها .. وهو من أجج نارها .. وصعد أوارها .. وأشعل فتيلها .. منذ أن أمسك بالحكم عن طريق الانقلاب الدموي .. ولذلك لا يلام الشعب فيما لو اعترضته بعض مظاهر هذا المرض .. ثم ان الطائفية ستتولد رغماً عن أنف الجميع في حالة أمسكت أقلية لا تتجاوز ال5% بنظام الحكم وتركت الأغلبية تحت رحى الفقر والظلم والتهميش والأنكى أنها مارست إجراماً سادياً حقيراً ضدها .. طبعاً أنا ضد الطائفية .. ولكن صدقاً صدقاً فما يحصل في سوريا هو أمر طبيعي .. فاذا كان الشعب الأمريكي صاحب التجربة الديمقراطية العريقة والمدرسة الأنجو سكسونية .. شريحة كبيرة جداً جداً لم تصوت لصالح باراك أوباما بسبب لونه الأسود .. والأمر ينطبق على جميع الشعوب العربية .. تخيل لو ترشح قبطي لرئاسة مصر أتعتقد بأن الشعب المصري سيصوت له ؟ ولو ترشح سني في العراق سيصوت له أو في ايران أو غيرها ؟
فبعض الأمراض التي تعتري الثورة السورية .. أمراض طبيعية وتلاحق أي ثورة .. لا يوجد ثورة بدون أخطاء بل وكوارث .. المهم هو الوقوف بجانب المبادئ .. والمبدأ الأساسي هو رفض الظلم والطغيان واشعال الثورات والوقوف بجانبها .. مهما كانت وكيفما كانت .. وبعد ذلك لكل حادث حديث .. فمن يشعل الثورة سيقود النهضة .. المهم هو وضع القدم على أولى درجات السلم .
رفض الظلم لا يكون بظلم أبشع منه يالواء الدعوة..
الثورة السورية ثورة ضد المقاومة وليست ضد الإستبداد، وهي فتنة عظيمة وليس لها من الإصلاح إلا الإسم..ولو نجحت هذه الثورة فهي تصفية حقيقية للقضية الفلسطينية وكسر لقواعد العدل الإلهي..أنتم لا تستمعون للنصائح وتصمون آذانكم رغم أنه قد اتضح لكم أفعالكم تُكثرون الكلام ولا فِعل لديكم علي الأرض..لا تبحثون عن حل لأنكم لا تمتلكونه أصلا..!
أي ثورة تقوم علي الخيانة وبيع الأوطان والدماء وقضايا المسلمين وتصبح شوكة في حلق المؤمنين لا تنجح أبدا، لأن أهدافها بررت وسائلها، ولو ظلت الثورة سلمية تصيح كل يوم بالتحرر حتي لو كانوا أفرادا يعدون علي الأصابع سوف يكونوا أشرف من أن يكونوا حلقة فساد وسيكتب الله لهم النصر في النهاية....ادعوك للإطلاع علي قصة طالوت فالنصر لا يلزمه العدد..بل الإيمان بالله وعدله والفكرة ولا شئ غير الفكرة ونُبلها تامة تامة وأن لا تكون حلقة فساد علي أي بشر مهما كان وزنه وماهيته...
الثوار ظلوا يصيحون بسقوطا حقيقيا للنظام منذ شهر مايو الماضي،وعند سحب سفراء الخليج من دمشق صاح الجميع بأن النظام قد سقط ،وهذا دليل علي عزلتهم التامة عن الأحداث، وأن قرارهم ليس بيدهم وأنهم ورطوا أنفسهم بالفعل..
يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنياً مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة"..أين أنت من أمر رسول الله يالواء الدعوة..الواقع يحكي ذلك بوضوح وكأن رسول الله يري الوضع المؤلم الذي ستصل إليه بعد البلدان والمجتمعات..
من يبكي علي مجرم كبشار الأسد لا يستحق أن يكون إنسانا..ولكن ليس كل من رفض المعارضة أصبح مواليا للنظام..هذه نظرة إقصائية تتجاهل الأفكار الحرة التي لا تتقيد بأشخاص وأخبار وأفكار..بل تنظر للأمور بموسوعية..المعارضة ليست أقل جُرما من النظام، بل هي أبشع وأخطر منه..
يتظاهر موالو النظام مطالبين بالوحدة،،بينما يتظاهر الثوار بمظاهرات طائفية محضة...أين عقلك يارجل.المسألة واضحة وضوح الشمس..الثوار هم أخطر علي سوريا وما حدث ويحدث الآن أكبر دليل علي أنهم خدعوا الناس بثورتهم حتي أنت تملكت منك عواطفك وسرت معهم ، لو خُيرت بين نار المعارضة ونار النظام فالثاني أولي لأنه لم يتسبب في فتنة دموية ولم يُفرط في التعاون من أجل المقاومة ولم يقصر نحو الجيران وآوي الفلسطينيين والعراقيين ووجوده أمن وأمان للسوريين..والواقع يشهد بذلك قبل انطلاق الثورة..فلماذا عندما قامت الثورة وصلت سوريا إلي هذا الحال المتردي من القتل علي الهوية واغتيالات مكشوفة التوجه..لماذا نسلم رقبتنا لأعداء الشعب السوري..اتقوا الله في بلاد المسلمين فأنتم علي خطر عظيم