أخي فارس .. من خلال متابعة ما تكتب .. فأنت ترى من وجهة نظر النظام ومن عينه وتسير وفق روايته .. وجميع أخبارك أجدها منقولة عن مواقع موالية للنظام السوري .. الأمر ليس كما تفضلت .. الجموع الثائرة في سوريا لم تخرج بسبب مواقف النظام من المقاومة .. بل خرجت بسبب الفقر والبطالة والقمع والإجرام المرتكب من قبل النظام .. وقد بقيت شهوراً ترفع لواء السلمية والنظام يقتل ويرتكب أبشع المجازر بحقها .. يا صديقي أنا أرى جموعاً تخرج وتتظاهر ولا يهمها الموت ولا إراقة الدماء .. رأيت الجموع المتظاهرة تهاجم الجيش بسبب شجاعته عليها وجبنه من إسرائيل .. وعني لم أجد خائناً ولا عميلاً يدفع دمه من أجل الخيانة وبيع الأوطان .. فالله قد أوجد لنا عقولاً لكي نفكر بها لا لكي نطمسها .

لماذا تقف بجانب الثورة البحرينية .. وفي نفس الوقت تقف ضد الثورة السورية .. فإن كنت تتحدث عن الطائفية .. فالثورة البحرينية أيضاً فيها نفس طائفي وحصل فيها حرق لمساجد وضرب للشباب وهي مدعومة سياسياً من إيران .. فلماذا وقفت معها ؟ مع العلم بأني مؤيد لها سواء كان نفسها طائفي أم لا فما دامو هم الأكثرية فهم الأحق بتشكيل النظام في بلادهم .. والأمر نفسه ينطبق على سوريا .. الشعي السوري ينتفض ويتحرك ويريد قلع نظامه المجرم .. هو أحق بطريقة اختياره لقلع هذا النظام .. ولو أدى به الأمر للإستعانة بالخارج .. فأهل الثغور - كما قال بن تيمية - يفتون لأنفسهم .. فلا فرق بين الاستعانة بروسيا وبين الاستعانة بأمريكا .. كلها واحدة وتصب في نفس المطاف .

أنت تقول بأن الموالين يتظاهرون مطالبين بالوحدة .. وعلى العكس من ذلك المعارضين .. ولكني وجدت العكس .. وجدت حرصاً من المعارضة على توحيد الصفوف .. ولم أجد أي دعوات طائفية اللهم إلا دعوات قليلة تعد على الأصابع .. مثلها مثل الدعوات التي حصلت في مصر لحرق الكنائس والأديرة .. فضلاً عن أن هذه الدعوات لها ما يبررها طالما أن معظم الشبيحة من طائفة واحدة .. فالكثير من المعارضين من ألقيات متعددة ومنها ما هو علوي أيضاً .. بينما على العكس وجدت من المعارضة .. فمن خلال محاورات ونقاشات وجدت أن البعد الطائفي الممقوت موجود لديهم وبكثرة ويتعهدون بابادة أحفاد معاوية ويزيد ..!

المبادئ لا تتجزء ولا تتعدد يا صديقي .. المبادئ واحدة .. نحن مع الثوار وضد الظلم .. الشعب السوري يحقد على نظامه .. وعندما نتحدث عن الشعب فإنك تلقائياً ستتجه نحو أهل السنة في البداية وهم الذين يشكلون ما نسبته 85 من مجمل الشعب السوري .. وهؤلاء بطبيعة الحال هم من يشكل النظام وهم من يصنعه ويقوده وهذا ليس تجنياً بل هو الواقع .. وبعد ذلك ستتجه لبقية الطوائف .. يعني من أجل البعد عن الطائفية سنتجاهل معظم تشكيلة الشعب السوري المضطهدة والممزقة والمقموعة ؟

أي ثورة لها مميزاتها وخصائصها .. والثورة السورية لها كذلك .. أنظر يا صديقي .. لسنة كاملة والثوار يتظاهرون ويخرجون .. ويموت منهم العشرات كل يوم .. وهؤلاء لا يخرجون ويدفعون دمائهم بسبب مئة دولار آخر الشهر أو بسبب بيع الأوطان .. هؤلاء هم من سيحرر الأوطان .. من يدفع 5 الاف نفس في سبيل تحرره من الداخل سيدفع ضعفها عندما يواجه إسرائيل .

اتهامات النظات متكررة .. يا أخي ارجع لكتاب سقوط الجولان .. ستجد أن التاريخ يعيد نفسه .. فهذا النظام أرجع كل هزائمه للمؤامرة .. تخيل أنه خرج يقول بعد سقوط الجولان بأن كل يريد اسقاط " البعث " فهو خائن .. وأن سوريا انتصرت لأن النظام في دمشق لم يسقط .

هذا نظام فاسد ودموي وقمعي .. وأي نظام يجيء محله لن يكون أكثر سوءً منه .. بل على العكس تماماً ما دام حاجز الخوف قد كسر .. فستبقى الثورة في بوصلتها حتى تحقيق النهضة .

لو أن كل ثورة توقفت بسبب " المخاوف " والخوف من " النتائج " لما قامت ثورة في العالم .. فمن لا يعمل هو من لا يخطئ .. ومن يحضر ثورة بدون أخطاء فليرمي الثورة السورية بقنبلة نووية .