منذ أيام، وبالأخص يوم الخميس، ظهر من جديد "عزمي بشارة" ليتحدث عن الثورات ويخصص بضع دقائق، اعتبرها هو كما أعتبرها أنا أيضاً غير كافية تماماً، للثورة السورية. تحدث كعادته بعمق جميل.
عزمي بشارة من المثقفين الذين لا تمل منهم ومن ثقافتهم وانسياب تعبيره الذي ينبع من فلسفته الهيجلية الأخلاقية. فهو يتحدث كفيلسوف عملي أخلاقي، لا يمكنك وإن اختلفت معه إلا أن تحترمه.
قام بالحديث عن أخطاء المعارضة السياسية السورية وأنا معه فيها. ومنها ما لم أكن منتبهاً له. أي عدم تهميش أي معارضة سورية، وخصوصاً المحافظة على سلمية ثورتنا للنهاية. وهذا فعلاً شيء نعاني منه في الداخل، فالناس تتعب كثيراً وتأتيها رغبة لحمل السلاح، ولكن التنسيقيات دوماً تضغط لمنع ذلك.
لكن عزمي بشارة كان معه حق بوجود أخطاء كبيرة وجسيمة لدى معارضة الخارج التي بنت استراتيجيتها على التدخل الدولي، وليس على الداخل الثائر. وكأنها تريد أن ترضي الداخل الثائر وحسب، الداخل الثائر غاضب، ولكن المعارضة عليها قيادة التحرك والحراك الشعبي وليس الانسياق خلفه.
هذه أولى انتقاداتي لمعارضتنا .. وخطأ الثورة لحد الآن أنها لم تقدر على إفراز قياداتها المعبرة عنها، ولم تستطع قيادات الداخل التقليدية قيادة الثورة. فما زالت الثورة نسبياً لا مركزية ولا منظمة بأغلبها.
هذا لا يعني أنه ليس هناك تنظيم للثورة بأشكال محلية، ولكني ركزت على عدم مركزيتها، وعدم وجود فعالية واضحة في التحرك السياسي والميداني.
كذلك معارضة الداخل بسبب ضعفها في التحرك للخارج لم تستطع إيصال صوتها لفرض شخصية لقيادة المجلس الوطني غير برهان غليون، مع أن أغلبية قوى الداخل متفقة على اسم "سمير نشار"، ولا تريد برهان غليون وليست راضية عن أدائه الإعلامي.
ما الذي ترونه من أخطاء الثورة السورية، والذي يجب أن تصححه لتسرع من إسقاط النظام؟

تحياتي