عزيزي خالد؛

لا جميل ولا ما يحزنون، هذا أننا شعب واحد فرقته سايكس بيكو، فهذا الشعب السوري استقبل منذ سنوات أخوتنا من العراق مليونين من أهله، يذهبون ويأتون كما يحبون، ولا يوجد سوري إلا البعض وعفكرة هؤلاء البعض من محبي النظام ينتقد العراقيين.
جدودي يا خالد ذهبوا واشتغلوا بثلاثينيات القرن العشرين بفلسطين. وهذه كانت حال أهل بلاد الشام، يرونها كلها ديارهم، وما ضاقت بهم بلد إلا ذهبوا لبلد آخر. ولا نقدر أصلاً الرجوع لأصولنا الأصلية لنعرف من أي بلد جئنا في لحظة تشكيل الدول الحديثة.
وأنت عزيزي لدي أقرب ممن لا يعترف بتواتر مقتل حمزة الخطيب(وهو بذلك لا يعترف بتواتر القرآن)، ولا بقلع أظافر أطفال درعا الذي شهدته وكنت بدرعا حينها، فهؤلاء يا صديقي بالنسبة لي أعداء لأنهم يكذبوني أنا شخصياً فأنا شاهدت ورأيت وسمعت صوت الرصاص، وكدت أصاب برصاصة طائشة، شاهدنا ورأينا الطفل الذي فعلوا به الأفاعيل أولاد الكلب، وشفنا وعرفنا الأطفال الذين فقدوا عقلهم في سجون هذا النظام.
فأي أخلاق يملكون لكي ينكروا؟ ليس هذا فقط، هم لا ينكروا بل هم يعرفون أن النظام بهذا القبح. هناك اليوم ممن أعرفهم كانوا يشتمون النظام ليل نهار، وكانوا يعرفون سخفه ويحدثونك عن قبحه كما لن أقوله وبكلمات أقبح من هيك ما في. وبثانية وبقدرة قادر صاروا يدافعون عنه فقط لأنهم علويون ...
لماذا يحدث هذا لا أفهم! البعض منهم أعرفهم وأعرف يساريتهم ولكنهم حبيسي طائفتهم وأهلهم الذين يرون أنه يجب الدفاع عن الأسد لأنه علوي.
هل أستطيع إقناعهم أو تستطيع أنت؟! حاول وجرب، وأتمنى ذلك من كل قلبي.
أنا في محيطي لا زلت صديقاً لكل الناس بل بود وحب أكثر من ذي قبل، لكني مع المؤيدين لا أحاول فتح الجرح الوطني ولا السياسي. الذين لا يجادلون سياسياً لا أجد من جدوى للحديث معهم، لكني أحاول وأناضل مع من أرى فيه بصيص أمل لمستقبل ثوري أفضل.
لكن من يدافع عن النظام بيديه ورجليه فهذا لن أعيره انتباهاً، منهم من هو عدوي، ومنهم من يحتاج لإعادة تأهيل.
أما ما أراه يا صديقي فهو أنك تضيع وقتك الثمين مع البعض هنا، فبعضهم ضحية ولكنهم من القراء، أما المجادلون فهؤلاء برأيي الذي ستثبته الأيام "أمن" أو مخابرات أو مدفوع لهم. لذلك لن تقنعهم، لأنهم ليسوا أهل نقاش، بل أهل رياء وكتابة صنعة وابتلاء.
من أخلفهم وأحترمهم هم الزميل العزيز سهيل، وأسامة مطر وغيرهم، هؤلاء سوريون حقيقيون يملكون آراء ولهم وجود وانفعالات أعرفها وأتفهمها وأراها تفاعلات سوريين حقيقيين. أما الضفدع كامل وأبو طاقية "فارث الولاء" وغيره فهؤلاء شخصيات مركبة مخابراتية لا يمكنك أن تقنعها، لأنها أصلاً ليست على فكر بل على ولاء إما طائفي أو معيشي، أو كليهما.
تحياتي ومحبتي وسع سوريا وفلسطين.. صحيح مو عأساس أول دولة فلسطينية أقيمت سموها دولة جنوب سوريا؟!

مودتي