أخي أنا لا أنظر لا من وجهة نظر النظام - التي لا تشرفني - ولا من وجهة نظر المعارضة - التي تشرف العالم بأسره - بل أنظر من وجهة نظر الواقع كما هو .. الواقع يقول بأن هنالك شعباً قد انتفض وثار ضد نظامه القمعي الفاشستي .. وهذا الشعب حر تمام الحرية في ثورته .. هو يديرها ويقودها كيفما وأينما ووقتما شاء ولا أحد يعلمه أصول الثورة .. فأهل الثغور يفتون لأنفسهم .. وقطعاً ستقول لي بأن الشعب يقف خلف النظام .. وتلقائياً أجيب عليك بأنك مخطئ تماماً .. الشعب يكره نظامه تماماً .. يحقد عليه ويتمنى اقتلاعه من جذوره .. وقلما وجدت مواطناً سورياً يدافع عن هذا النظام باستثناء " المحبكجية " و " الشبيحة " و بعض أبناء " الأقليات " وما دون ذلك فمع الثورة قلباً وقالباً .. وما التأخر في الخروج إلا بسبب السطوة الموجودة .. وإن أتيحت لهم الظروف وتوافرت القيادة الداخلية الكاريزمية حتى يهب الشعب عن بكرة أبيه .

المعارضة ليست هي الأحزاب السياسية .. ولا بعض القيادات .. المعارضة الآن هي الشعب .. وهي مليئة بكافة التيارات والأصناف .. فيها من هو خائن مثل الغادري وخدام وفيها الإسلامي مثل الإخوان وفيها الوطنيين الأحرار مثل المناع والحزب القومي .. ولذلك لا تحكم على المعارضة من مسيرة هنا ومسيرة هناك .. بل أحكم على المعارضة من واقع مفروض ومبادئ مقدسة .

بخصوص إيران وحزب الله .. فهم من وجهة نظر كل المعارضين " العدو القريب " الذي شارك النظام جرائمه ووقفو بجانب النظام قلباً وقالباً وأيدوه ووفروا له التغطية الإعلامية والسياسية .. ولذلك من الطبيعي أن تتوجه الأنظار لهذه الأصناف .. فأين الخطأ ؟ .. إننا ندعوا الله يا أخ فارس بأن يعض الثوار على جراحهم - فيما لو أسقطو النظام - ولا يتدخلو في لبنان ليدكو الضاحية على من فيها إنتقاماً لكل قطرة دم سورية .

وأما البوطي .. فتلك فتنة قد وقع فيها .. عافانا الله .. الدنيا مواقف فعلاً والعلماء الذين هم ورثة الأنبياء قد يقعون في براثنها والبوطي خير مثال .. والتاريخ الإسلامي حافل بعلماء أجلاء ولكنهم انقلبوا ونكثوا غزلهم من بعد قوة أنكاثا .. ألم يسع البوطي أن يكون مثل الإمام مالك بن أنس عندما أفتى بعدم صلاحية ثورة النفس الزكية - من آل البيت الأطهار - ضد أبو جعفر المنصور ولكنه أيضاً قال بأنه لا توجد بيعة شرعية في عنق الثوار الأطهار .. وبعد ذلك اكتفى بالصمت رغم مكانته عند أبو جعفر وحظوته .. ألم يسعه أن يكون مثل ابن تيمية رحمه الله ؟

ختاماً يا فارس لا يوجد في الثورات سياسة .. الثورة هي عملية شعبية متصاعدة .. لها هدف واحد .. وبعد أن تحققه تبدأ من جديد .. وهدف الثوار اسقاط النظام .. والثورة بزخمها تنتهي بعد تحقيق هذا المطالب .. وبعد ذلك تبدأ الجدالات والصراعات الفكرية لتحل محل الثورة .. وفي النهاية سيتولد المخاض عن مولود جميل اسمه سوريا .. فأهل الشام يفتون لأنفسهم ولثورتهم .