مصر ليست أي شيء، مصر هي المركز وهي قطب الرحى، مصر هي الأم والباقيات بناتها، مصر تكشف الطريق لغيرها، مصر هي الدرع وهي الوقاء، لها من الفضل والجميل على أبناءها وإخوانها ما لا ينكره أحد.

حين وضعت موضوع تفتيش كريمات مصر بحثا عن البكارة، لعلمي أن الأمر لو تمت شرعنته في مصر فسيصبح أصلا يحتذى مثاله في غير مصر، ومصر التي ثارت من أجل الإنسان أكبر وأكرم أن تنتكس وترضى امتهان الإنسان متمثلا في الآنسات الكريمات.

حين سمعت حكم القضاء في القضية، ازداد إكباري لقضاء مصر وكنت من قبل أحترمه، وازددت قناعة أن السلطة القضائية التي لم يثر عليها المصريين، بل لعلها ثارت مع المصريين، ينبغي أن تقف وقفة حازمة وتضع حدودا ضابطة، وتمنع تغول السلطة التنفيذية المؤقتة على من استأجرها وهم المصريون.

تحييد القضاء بعد 25 يناير ليس في مصلحة مصر، وكان من الأولى أن يتولى إدارة البلاد مؤقتا مجموعة من كبار القضاة بدلا من مجموعة عسكرية.

وتبقى مصر هي المحروسة بإذن الله، وهي أم الدنيا رغم أنف من رغم، وهي قطب الرحى للشرق، وهي المركز الذي تدور حوله المنطقة، وهي الكبيرة التي لا نرضى من أحد حتى لو انتسب إليها أن يجعلها صغيرة ضئيلة.

عمار يا مصر.