(12-28-2011, 04:54 PM)نظام الملك كتب:  الزملاء الاعزاء

بعيدا عن الانفعال العاطفى وتصيد الأخطاء وتحميل المخالف كل مساوئ بلده بحيث يصبح صاحب الرأى المخالف هو سبب إنتكاسة الوطن ولكن يجب ان أعلم نفسى قبول الرأى الآخر بنفس القدر الذى أطلب به من الآخر قبول الرأى المخالف له ... فالانفعال العاطفى والتأييد العاطفى يؤدى لنتيجة واحدة هى غياب العقل.

لذلك يجب ان أقول لنفسى .... نقطه ومن أول السطر

لا شك أننى تضايقت من ردى على الزميل فانسى وتضايقت من نفسى ... كيف لى ان اقبل بإهانة إنسان ولا سيما لو كانت أمرأة... لذلك فكرت لماذا كان رد فعلى هكذا؟

1) القضاء المصرى : القضاء المصرى قد يكون جيد بعض الشئ فى الاحكام العادية وهذا لمن لم يعرفه عن قرب ولكن من يعرف القضاء والقضاة فى السنوات الأخيرة فهو يعلم جيدا ان القضايا السياسية وقضايا الرأى العام تصدر فيها الاحكام مسبقا لكى تحقق سياسة الدولة أيا كانت السياسة وليس من اجل إحقاق الحق. ولا شك انه يهمنى ان تكون صورة القضاء المصرى لمن هو خارج مصر صورة جيدة ولكن يهمنى فعلا أن يكون القضاء المصرى قضاء محترم بجد بالنسبة للمصريين لأنه هو ملاذهم الحقيقى ... ولهذا فقد شعرت بالاستفذاذ حينما اصبحت النظرة للقضاء فى حكم (فشنك) على انه انتصار وهو فى واقع الامر ليس انتصار ولكنه مجرد رد روتينى لأمر تم وضعه على منصة القضاء ... وليست هذه مصر التى أرغبها ... فلست اتمنى لمصر ان تكون مجرد أدوار تمثيلية وفرقعة إعلامة ولكن اريدها حقيقة واقعة يتضح فيها الأبيض من الأسود ويحصل صاحب الحق على حقه إن كان يستحقه .... فما هو الذى عاد على الفتاة بعد هذه القضية ... هل اللجوء الى عقاب طبيب مجند هو الغرض الحقيقى الذى ننشده من مثل هذه القضية.. أم ما أتمناه أن يحدث هو أن يتم استخدام وسائل الحماية لكل من يقع تحت طائلة الحجز والاعتقال وهذه لا تحدث فى الظروف الأستثنائية.

2) تقييد الحاكم بأن يكتف يده ويُطلب منه السباحة ونمسك له السياط نجلده فى كلا الحالتين كما يحدث ... فنرى إحدى الشراميط من شباب 6 أبريل تسب دين أم ضباط الشرطة داخل وزارة الداخلية وعند إذلال أحدهن بما تستحق نصرخ ونولول على حقوق الانسان وشرف النساء ... وهن نساء بلا شرف من الاصل. والغرض الحقيقى هو شل يد الحاكم حتى يتم شل البلد بأكملها .... ونجد مليونية لحماية الحرائر ولا يوجد رجل واحد يرضى بأن تبيت إبنته خارج منزلها حتى لو جاع ومات وعُذب فلن يقبلها لها.

3) عدم فهم نظم حكم الدول التى فى سبيل حماية الأغلبية تتخذ إجراءات قاسية ضد الأقلية .. وعدم إدراك أن هذه سنة حكم الدول تفعلها أرقى الدول وأحط الدول ولكن الفارق فى أمران ... الاول فى المساحة التى تتعرض لهذا والثانى فى التكتم على الامور الساقطة ... فلا يوجد سياسى شريف كما نظن بل السياسى الشريف هو الذى ينجو ببلده من الدمار. وعندما يطرح امر أمن الدولة على العامة فهذا نذير بخراب الدولة لأن مفهوم الأمن وقراراته الباترة التى تبعد عن الانسانية يجب ان لا تطرح على الجماهير ... وهذا هو ما يحدث فى مصر الآن حيث يتم تخريب الدولة من خلال كشف المسكوت عنه فى دول أخرى.

4) ذاتية الرؤية بحيث يصر كل موقع على أن رؤيته هى الصحيحة دون أن يدرك أنه ينظر من وجهة نظره هو فقط ... فالثورة والثائرين يطالبون برحيل المجلس العسكرى وتسليم السلطة ... نسأل تسليم السلطة لمن ؟ وهل تسليم السلطة الى يد الهواة والمغامرين سيرضاه الصف الاول من رجال الدولة او الصف الثانى او الثالث ام انها ستكون بمثابة تفتيت للدولة ... ومن ينكر أن الدولة تنهار فهو لا يعرف مؤشرات اقتصاد ولا أسس استثمار ولا نظام أعمال فى عالم متكامل صار قرية صغيرة ... هل نملك رؤوس الأموال الكافية أم نحتاج إلى جذب استثمارات وهل مناخ مضطرب سياسيا سيؤدى إلى جذب الإستثمار الذى يتولد منه المال الكافى لإدارة البلد والنهوض بها.


نعم اعلم بسلبيات المجلس العسكرى ولكن سلبيات عدم وجوده اكبر بكثير وإن إهينت بعض الفتيات لتخويف الفتيات من الاشتراك فى المظاهرات فهذا كان له اسبابه ... فوجود النساء فى المظاهرات تعنى بأن عند فض المظاهرة يجب الاشتباك مع النساء فيتم تعبئة الرأى العام اكثر ضد نظام الدولة ... وعدم فض المظاهرات يعنى هروب رؤوس الاموال وارتفاع الدين الداخلى والعجز وكل المتواليات الاقتصادية السلبية ... وتسليم السلطة لمجلس او لرئيس بخلاف المجلس العسكرى يعنى الدخول فى دوامة من الرفض والقبول والتظاهرات والصدام مع اجهزة الدولة بين القائم بالامر والوافد عليه بلا شرعية وهكذا .....

والمحصلة النهائية ضياع وطن بشعبه برجاله ونساءه وأطفاله.

فهكذا تناقش الأمور داخل أروقة الحكم ....وكل الدول تدار بنظريات وبمدارس فكرية فى الحكم والإدارة وفى ظل المتاح والممكن وهناك شبح جاثم على نظام الدولة أسمه الفساد والفساد لايقضى عليه بالنوايا الحسنة ولا بالثورات ولكن بآلية التغيير التى تتفق مع النظم الادارية وليس سياسة الرفض والشجب والتظاهر والاعتصام والحرق....