قبل ستة قرون ابتليت بلاد الشام بشكل عام ودمشق الشام بشكل خاص باعظم البلايا وأشد النكبات في تاريخها حيث انطلقت جيوش تيمورلنك من سمرقند في أواسط آىسيا كالسيول العاتيه لايصدها أحد فدمرت البلاد وأحرقت المدن وأهلكت الحرث والنسل ....وعندما وصلت جحافل الكفر والطغيان الى دمشق انقضت عليها كالذئاب الكاسرة وفعلت بأهلها كل الموبقات التي لم يسمع بمثلها من قتل وتحريق وهتك للأعراض واغتصاب للأولاد امام ذويهم ...وعلى عادته التي درج عليها عند استيلائها على البلاد امر بقطع رؤوس القتلى واشادة برج منهاولأجل ذلك دعيت المنطقةالتي أقام بها فعلته هذه في دمشق برج الروس وهي على هذا الاسم منذ ذلك الحين....وقد روى المؤرخون الذين عاصروا هذه الكارثة بأنه اجتمع لدى تيمور الملعون في دمشق بضعة آلاف من الأولاد دون الثانية عشرة من العمر تقطعت بهم السبل وتفرقوا عن أهلهم بسبب القتل او الأسر والسبي وبعد أن نظر اليهم الملعون حوالي الساعة وجه خيله عليهم فوطأهم جميعاً تحت سنابكها وقتلهم عن بكرة أبيهم .
وقد نقل من بقي حياً من علماءدمشق وصناعها وحرفييها الى عاصمته سمرقند حيث مات الكثيرون في طريقهم الى هناك .و وضع عند مغادرته البلد النار في جنباتها فاتت عليها واحترق الجامع الأموي ولم تعد دمشق الى سابق عهدها الا بعد عقد من السنين بسبب هذه النكبة التي تعرضت اليها ....
لقد دخل تيمورلنك الى دمشق كالقضاء المبرم وكالصاعقة وخرج منها بعد أن دك أركانها واستباح حرماتها وقتل أهلها وهتك سترها ونكب علمائها أما سبب هذة الأفعال مع دمشق فوفق ماذكر ه المؤرخون أنه كان على مذهب التشيع ومغالياً فيه بمشورة شيخه المدعو بركات وقد نال منه علماء حلب ودمشق كل التعنت والتنكيل خلال المناظرات والمناقشات والمباحثات والمراجعات التي حصلت خلا إقامته في بلاد الشام حيث كان يرى أن قتل الحسين عليه السلام ظلم وفسق وأنه تم بمظاهرة أهل الشام فان كانوا مستحليه فهم كفار وان كانوا عير مستحليه فهم عصاة وبغاة واشرار وان الحاضرين على مذهب الغابرين يجب معاقبتهم متناسياً ان هذا الأمر قد حصل قبل مايزيد عن سبعة قرون تبدلت خلالها تركيبة السكان في بلاد الشام عموماً ودمشق خصوصاًبسبب الانتقال من مكان الى آخر والأوبئة التي كانت تحصد في تلك العهود سكان المدن بالآلوف ..وحملات العباسيين ضد الأمويين وأتباعهم ومغادرة هؤلاء الى الأندلس بسبب التضييق والتنكيل الذي نالهم وتأسيس الدولة الأموية في الأندلس.
أما في عصرنا الحاضر فقد ابتليت سوريا وعاصمتها دمشق بطغاة جدد لهم أخلاق وسيرة تيمور اللعين فنشروا بين جنباتها كل الموبقات وكل أنواع الفساد وأفقروا أهلها وتسببوا في هجرة شبابها وعلمائها يبحثون عن الكرامة في شتى أصقاع الأرض ونفوسهم تهفوا الى يوم يستطعون العودة الى بلادهم ليعيشوا فيها أعزة كما كان عليه أباؤهم وأجدادهم .....
لقد سيطرت عصابة الوحش الطائفية على مقاليد الحكم وتملكت البلاد لمدة تزيد عن أربعين عاماً ولم يكن لهذا الأمر أن يحصل لولا سذاجة أبائنا وأجدادنا وغفلتهم عما يعد لهم ...حيث يذكرني ما حصل لنا في سورية بمسلسل تلفزيوني سوري عرض منذ سنوات قليلة تحت اسم ً الموت القادم من الشرق" تقوم فكرته على عصابة من قطاع الطرق تدخل الى احدى المدن فتستغل سذاجة وغفلة أميرها والخلاف بين أهلها فتسيطر على البلد وتحجرعلى أميرها ورؤسائها وتنهب أموال أهلها وتعتدي عليهم وعلى أعراضهم مستغلة كل أنواع الخساسة والنجاسة.....
لقد تحالف حافظ الأسد مع ايران وساعدها على تأسيس مادعي بحزب الله في لبنان ليكون قاعدة متقدمة لها في المنطقة في تحقيق أهدافها ونشر مذهب التشييع فيها ...وعندما استلم الحكم بشار بعد المسرحية الهزلية التي أقامها لأجل ذلك مجلس البهتان والنفاق وضع نفسه تحت رعاية ايران وحمايتها وأصبح خاضعاً تماماً لمشورة معلمه وشيخه حسن نصر الله الذي أعلن منذ اليوم الأول لاستلام بشار حكم سوريا وراثة عن أبيه أنه المعين والحامي له وظهر ذلك من خلال العرض الذي أقامه حزب الشيطان باللاذقية في ذكرى اربعينية المجرم حافظ الوحش
لقد دمر نظام عائلة الوحش سورية وجعلها في ذيل قائمةالدول المتخلفة حيث افسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعمل على تغيير سلوكيات الناس وأقام نظاماً امنياً مستبداً يراقب حركات المواطنين ويسجل عليهم أنفاسهم وجعل من نفسه الهاً يمجده الناس صباح مساء ....
ويبيع العرب آوهاماً اثر آوهام مدعياً بأنه النظام الممانع والمقاوم وبدل أن يعمل على استعادة الجولان المحتل يبني جيشاً من الأعوان وميليشيات للقتل والترهيب والتنكيل بأبناء الشعب السوري دون اي وازع أو مانع.. حيث لاقى السوريون خلال الأشهر التسعة المنصرمة بعد أن خرجوا يطالبون بكرامتهم وحريتهم من هذا النظام أنواعاً من التنكيل والقتل والاجرام لم تلاقه الأجيال في سوريا على مر تاريخها حتى خلال نكبة تيمور فهذه حمص عاصمة الثورة والتي عفا عنها تيمورولم يتعرض لها بشيء ووهبها لخالد بن الوليد , فكان بهذا الفعل افضل من بشار الوحش الذي ارسل اليها أسوأ رجاله وقصفها بكل ما يملك من طائرات ومدافع وحاصرها بالدبابات واقتحمها مراراً ناشراً الدمار والخراب بين أحيائها فزاد عدد شهدائها عن ألفين اضافة الى آلاف أخرى من الجرحى والمعتقلين ... لقد فاق نظام الوحش الأسدي الطائفي من خلال شلال الدم الذي أقامه في سوريا والبلاء الذي تحصل عن طغيانه واستبداده حدود ما فعله تيمورلنك والذي شهد التاريخ والعالم أجمع بأنه اعظم من ابتليت البشريةبويلالته على مر التاريخ ...ولكننا مع ذلك نقول مات تيمور وزالت دولته لأنها قامت على القتل والطغيان وبإذن الله فإن مصير حكم عائلة الوحش سيزول قريباً وقريباًجداً كما زالت قبله دول الطغيان والاستبداد ولن يذكره التاريخ سوى بالخزي والسوء.