الزميل مصطفي الخوري
لا أحب لنفسي دور المثبط..فلو كانت هذه اللجنة هي الحل الوحيد فأهلا بها وقد أعلنت عن رأيي في أول صفحة، ولكن تخيل يامصطفي أن هذه اللجنة موجودة منذ شهر مارس الماضي هل كان للأوضاع أن تنزلق لما آلت إليه؟
نظام بشار إلي زوال وأيضا هؤلاء المسلحين الإرهابيين إلي زوال..ياسيدي أنت تتعامل مع واقع علي الأرض بعيد حتي الآن عن مفهوم الثورة الحقيقي..أين انطلاقة العواصم أين الإعتصامات أين دعم الجيش أين الأغلبية العظمي من الشارع أين السلمية في التظاهرات..هذه حقيقية عينية راعها بنفسك....أؤمن تماما أن الأزمة في سوريا ستُنتج توازنا بيئيا فريدا وتنويرا عقليا عظيما.
.ولكن لن يحصل السوريون علي ما يريدون إلا بالتضحيات..هذا قدرهم وهم اختاروا هذا الطريق..وليس طرحي لمفهوم التضحيات أنني أوافق عليه ولكنها رؤيتي وقد أصيب وقد أخطئ..ولو تتذكر مشروعي القديم لتقويم وترشيد الثورة في سوريا كنت قد طرحت فيه كثيرا من التوقعات وها معظمها قد حدث..
أما عن الحل فقد طرحت فكرة قديمة لدي مؤداها
"أعتقد أن الحل الوحيد في سوريا هو قمة عربية تستطيع إقناع بشار وحلفائه بقيادته لمرحلة إنتقالية تضم حكومة مشكلة من الموالاه والمعارضة..تكون فترة زمنية قصيرة يجري بعدها انتخابات حرة بإشراف عربي كامل..هذا هو الحل الوحيد الذي أراه..أما تلك البروباجاندا التي تحدث منذ أقل من عام فهي لا تمثل شيئا ولا تُحرز أي ضغط علي نظام بشار الأسد...بل بالعكس رأيناه يتوسع في المليونيات التي سيزيد حجمها مع صعود الضغط إلي أعلي قممه.."
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=45884
وبهذا تكون قد حقنت الدماء وصُنت الاعراض وحافظت علي الأرض من ناحية.ومن ناحية أخري اتخذت خطوات حقيقية للإصلاح، أما سياسة التهييج والتهريج الذي يتبعها مؤيدو تلك الثورة فقد كانت السبب الحقيقي في تأزم الأوضاع ...
أستاذي الكريم بهجت:
-لو عدنا لجولة بعثة المراقبة العربية التي تتجول الآن في سوريا ودرسنا شعبية اللجنة بين الطرفين والعمل علي إثبات نزاهتها لوقفت علي رفض تام وعدم رضا علي اللجنة من قِبل الطرفين...فالطرفين يتهمان اللجنة بالخيانة وأنها شاهد زور غير موثوق فيه..رغم أن هذه اللجنة كانت هي أمل قطر الوحيد لتدويل أزمة سوريا وإخضاع النظام الأسدي لإرادتها..أنظر ماذا قال رئيس اللجنة..
قال أن الوضع في حِمص مطمئن رغم أن جميع مواقع وفضائيات يصرخون ويعرضون صورا لمجازر تشيب لها الولدان كالذي يعرضها فرات عليكم لكسب تعاطفكم وشيطنة مخالفيه...يبقي من أين يأتي الإطمئنان وتلك الأهوال تجري علي الأرض...أستطيع أن أوجز هذا الأمر في كلمتين..أن الإعلام يُضخم مما يحدث في سوريا، وأن الحقيقة علي الأرض لو اطلع عليها الإعلام المستقل فسوف تكون لصالح النظام حصرا..ولعل رفض النظام لأي إعلام أجنبي يُغطي تلك الأزمة يعود لعدم ثقته في مهنية غالب الكيانات الإعلامية المتوجهة..وهذه مسألة ستضيع بالضمانات وإقناعه أن الإعلام علي الأرض سيكون لصالح النظام قبل أن يكون لصالح سوريا..
بالعودة لصور مجازر النظام فهي حقيقية ولكن ببعضها تحريفات وفبركة في عاملي الزمن والمكان، والواقع كما يحكي إجراما للنظام هو أيضا يحكي إجراما للمعارضة، أمامي الآن مئات الفيديوهات -وليس العشرات- التي تحكي مشاهد مُجرمة ومؤلمة لإجرام المعارضة وجرائم المسلحين تملأ سوريا، فأذى كان هناك من حل فلابد أولا كما اعترفنا بجرائم النظام وسوقنا لها فعلينا الإعتراف بجرائم المعارضة ونُسوّق لها في ذات الوقت..حينها تكون قد خلقت توازنا وكسبت كلا الطرفين تمهيدا لحل مستقبلي..أما سياسة تسويق جرائم النظام دون جرائم المعارضة فهي سياسة غبية وتورط متظاهري سوريا في أفعال يلقون فيها الويل والثبور وهذا هو الأصل في تصاعد الأزمة..
أنا أبحث عن حل إذا علي ان أستمع لكلا الطرفين، عندنا في عُرف القرية المصرية أستاذ بهجت أنه لو حدثت أي مشاجرة ويأتي الناس بالمُحكّمين كان أول شرط في اختيارهم هو الحياد التام، وأن يستمعا للطرفين وأن لا يتجاوزا أي واقعة ولا أي كلمة قيلت، وحينها يحكمون بالعدل ومنه إلي الحل..هذا إذا كان أعضاء اللجنة فعلا يبحثون عن حل..وهذه المسألة لدينا في القرآن الكريم ثابتة أنظر لقوله تعالي" إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما" فاشترط الله الإرادة ونقائها وإخلاصها للحل قبيل أي إقدام علي الحل..