(12-12-2011, 12:33 AM)فارس اللواء كتب:  كلمة في الحل/ بقلم فارس اللواء

ليس للمرء منا في حياته إلا الإختيار، فعن طريقه يُحاسب علي فِعله، وبدونه لا يصبح الإنسان إنسانا..أما منطق الجبر فلا يلزم إلا العبد الذليل الخاضع للخلق وللأقدار دون فهم أو استيعاب، لا نقول هذا قدرنا وهذا قدرك ولا نبحث عن العلاج، أنا مطالب بالإيمان بالقدر ولكني لست مطالبا به لطمس عجزنا وفشلنا..

ما أراه في سوريا هو الجبر الأكيد..فقد نزعوا عن أنفسهم الإختيار وصاروا متبوعين وراء رغباتهم وأهوائهم ولو كانت نبيلة وشريفة..يقولون أنفسنا أنفسنا ويتناسون أنفسا ماتت بسببهم..يقولون وطننا وطننا وينسون أن الوطن علي شفا الهلاك والفتنة..يقولون تعالوا لنُريكم أتباعنا وينسون أعدائهم ومليونياتهم ومَكر المُحيط بهم..

ما أراه في سوريا لا يحملني علي التفاؤل بقدر ما يحملني علي الإذعان لشرين كلاهما نار نار..وجهنم مستعار..إما بطش النظام وإما الحرب الأهلية والقتل علي الهوية..إما الخنوع للظلم وإما مصادرة الحُلم...إما محاكم التفتيش السياسية وإما محاكم التفتيش الدينية....

فالحل في سوريا لن يكون تدخلا أجنبيا أو غزوا استعماريا أو فرضا لحصارا جبريا..بل باتفاق أهلها ونزع الأحقاد وتطبيب الأنفس والعمل علي خلع كل أفاق يتاجر بالمقاومة من أجل تسلطه علي العباد والبلاد، وأن لا يستعجلوا النصر فما جزاء من استعجل النصر ولم يأّخذ بالأسباب إلا الخزي في الدنيا وفي أمانته هم عظيم ورأي سقيم لا يبرح مكانا إلا حطت فيه الفتنة والقتل والتشريد...