أزعجتني اليوم بصراحة بعض ردود الأفعال "النزقة" من بعض المعارضين ولا سيما رضوان زيادة الذي أكن له الكثير من الاحترام. فهذا برأيي "طيش" سياسي.

هيئة التنسيق قد يكون وزنها صفراً بالشارع، ولكنها تمثل تياراً لا يستهان به في المجتمع. والثورة هدفها إسقاط النظام أكيد، ولكن أيضاً تمثيل المجتمع مستقبلاً بكل تياراته، والوصول لعقد اجتماعي جامع لا يقصي ولا يستثني أحداً بما فيها الفئات الخائفة والمترددة والتي لم تشارك في الثورة.
ولكي نستطيع الخروج من الاستعصاء الذي نعيشه سياسياً فيجب أن نظهر للعالم بأن المعارضة يمكنها أن تتفق على "الممكن"، فهذا "فن" السياسة، بينما الشارع منتفض ثائر لا يحتاج لا للمجلس الوطني ولا لهيئة التنسيق.
علينا محاولة الابتعاد عن فكر الإقصاء. وممارسة الاختلاف دون التخوين واتهامات العمالة وبهذا "النزق".
لا بد أن يكون للمعارضة السياسية خصوصاً عدة استراتيجيات لإنجاح الثورة، وليس الاعتماد كلياً على فكرة التدخل الخارجي، فنصبح عندها شحادين لدى العواصم الخارجية. وبالنهاية ما بنكون كسبنا شي. الحرية لها ثمن وثمن باهض، وصرنا قاب قوسين أو أدنى من النصر، فلا ننزعنه بثقافة الإقصاء.

تحياتي