(01-01-2012, 02:26 PM)الحوت الأبيض كتب: فرات معك حق، والجميع يدرك ما تقوله لكن الذين ينتمون إلى الأقليات يخافون المجهول ولديهم ما يخسرونه أكثر لأنهم مستضعفون ولو لم تأت دولة علمانية مدنية بدل الطغاة ستجدهم في مأزق لا يعرفون الخروج منه... القوى الإسلامية تشكل قسما كبيرا من المعارضة وأذكر أنني قرأت تقريرا في السفير قبل أشهر كتبته غدي فرنسيس عن حماة شبهت فيه حماة بقندهار (أثار التقرير جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض)... التقرير نفسه لا يحوي أحكاما قاطعا فقد امتدحت المراسلة بعض جوانب الحياة فيها لكن هذا التشبيه يجسد مخاوف "الأقليات".
لا تنس ما حدث في العراق فقد أسقط طاغية وحدثت فوضى هائلة، وفي ليبيا جاء الثوار مدججين بأسلحة الناتو وفي خطوة رمزية أعلنوا أن أول تعديل قانوني سيكون إلغاء منع بتعدد الزوجات.
هذه الأمور يضاف إليها الخوف من تأثيرات تدخلات غربية لن تكون بصالح الشعب (راجع ما حدث بالعراق وليبيا) هي ما يجعل العديد من التقدميين العرب في حيرة من أمرهم حول الموقف من الثورة... برأيي أنا مع الثورة وضد النظام لكنني ضد التدخل الأجنبي (كل تدخل أجنبي سيجر "نفوذا" أجنبيا هو بالاستعمار أشبه) وسأنتقد ممارسات المعارضة أيضا لو أخطأوا أو لو سعوا لإقامة "إمارة إسلامية" مثلا.
الحل: أدرك أن أسهل أمر هو إلقاء خطب في منتديات بينما أنت جالس في مقعدك الوثير، لكن هذه نصيحتي التي لا تساوي الكثير، على المعارضة إعلان شكل الدولة المستقبلية (برأيي دولة علمانية أو مدنية ديموقراطية تؤدي إلى الحالة التي وصفتها أعلاه). من الأسهل توحيد الصفوف حول برنامج واضح يضمن حقوق الجميع.
1- لماذا ينبغي على أي أحد سواء أكثريات أو أقليات أن يتبع غصبا عن إرادته حركة سياسية ما ? هل هذا إجباري?
٢- الأقليات مع نفس العلمانيين والديموقراطيين والتحرريين (قوى الإنفتاح) والبرجوازية كان لها دور رائد وكبير ثقافيا وسياسيا فمن تأسيس الأحزاب الوطنية إلى تكوين الوعي الثقافي سوا عن طريق القصة أو المسرح أو السينما الهادفة على سبيل المثال لذا فبدلا من إلقاء اللوم لماذا الزميل فرات لا ينظر في الأمر بشكل أعمق وهو أن مايجري هو تهديد لهذه الثقافة والروح! فهل أن العيب فيها أم عند المغامرين الذين لا يمكن الوثوق بهم!
٣-لماذا يخلط البعض مفاهيمه بتقديم وجبة ضارة تحت عناوين براقة كسيادة القانون بينما تجد أن من ضمن بعض هذه القوى وخاصة إخوان سوريا والتجييش والتحريض والأعمال الطائفية التي يقومون بها لا تترك مجالا لإعتبار أن ما ينشدونه هو المجتمع المدني وسيادة القانون!
٤- إذن إنه بيت القصيد وهو أننا بالتأكيد نستطيع أن نعد ما لا يحصى من العيوب فيما يتعلق بالنظام في سلطاته الثلاث وأن نتمنى أن نستبدل هذه العيوب وهذا النظام بنظام أفضل لكن هذا يعني أنه من المتوجب أن يكون هناك بديل ثوري من طراز جديد يستوعب المرحلة ويقود لمستقبل أفضل , بينما نجد على الأرض ما ينسف هذا التصور تمام.
ا
هناك قوى داخلية ومثقفين يستطيعون القيام بدور إيجابي وطليعي في مجال التغيير الديموقراطي لكن وللأسف أحداث الثمانينات تعيد نفسها إلى درجة ما.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-01-2012, 05:19 PM بواسطة Rfik_kamel.)