من حق الإخوان المسلمون أن يحكموا سوريا إذا منحهم الشعب السوري ثقته في انتخابات ديموقراطية.
لكني لا أتوقع أن يفعل.
تركيبة المجتمع السوري الاجتماعية والنفسية بعيدة عن قبول حكم ديني في البلد. إذا استثنينا الأقليات الدينية والطائفية (علويون، مسيحيون، دروز) التي تشكل 30 % من الشعب، والأكراد (قرابة 15%) والغالبية السنية من سكان دمشق وحلب (25%) ، والقسم الأكبر من العشائر(5%)، يضاف إلى هذا أن العلاقات الاجتماعية بين مكونات الشعب السوري كانت وثيقة على مر التاريخ. (ليس كما في مصر التي تحول الدين فيها إلى تجارة هدمت العلاقات بين المواطنين حين جعلت من الناس "زبائن دينيين")... فلن ينال الإخوان في سوريا أكثر مما نالوه في تونس، أي 25% من أصوات الناخبين.
قيادة الإخوان السوريين تعلم هذا جيدا، لذا فهي تسعى لجر المجلس الوطني لطلب التدخل العسكري من قبل مجلس الأمن، كي تأتي إلى الحكم على ظهر دبابة تركية (أو أمريكية).
قد يقول قائل إن الإخوان لا يشكلون الأغلبية في المجلس، وقد يكون هذا صحيحا. لكن الحقيقة أن هؤلاء يمارسون "ابتزازا" على المجلس كله داخليا وخارجيا. في الداخل لأنهم قادرون على تحريك قسم كبير من الشارع بالشعارات الدينية وغريزة الانتقام. وفي الخارج لأنهم هم الممولين لأعضاء المجلس ومكاتبهم ونفقاتهم في الحل والترحال بالملايين التي خصلوا عليها من حكام قطر ولأنهم الذين أمنوا له الدعم السعودي والخليجي والتركي.
لم أقرأ الموضوع كله لأني لا أملك الوقت لقراءة المطولات ... وقد يكون للحديث تتمة.
الشعب السوري متعطش اليوم لحرياته التي ألغاها الاستبداد السياسي، ولن يرضى باستبداد آخر، ديني أو قومي، يحل محله.
.
.
والله أعلم !
.
.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-03-2012, 09:26 PM بواسطة القلم الساخر.)