سأعلق على بعض خيارات الزملاء التي لا أوافق عليها:
- موت بن لادن: بن لادن ظاهرة إعلامية، هو شخص له أهميته لكن الأهمية التي أسبغتها عليه وسائل الإعلام بعد عملية ١١ أيلول تفوق أهميته الحقيقية وتأثيره. القاعدة ليست منظمة ذات قيادة مركزية يأتمر كل من ينضوي تحتها بإمرة بن لادن، بل أراها أقرب إلى ماركة عالمية يقوم وكيل محلي بشراء رخصة استخدام اسمها ببلاده حيث يتصرف كما يريد (دون أوامر مباشرة من "القيادة المركزية").
- موت ستيف جوبز: ستيف جوبز كما سبق وقلت هو شخص مهم جدا جدا في تاريخ الحواسيب لكن الإعلام بالغ في أهميته. هو رجل أعمال عمل في مجال الحوسبة أكثر من كونه "عبقري حوسبة"... ستيف جوبز لمن لا يعلم طرد من أبل في منتصف الثمانينات وأسس شركة نكست (بالإضافة إلى شرائه بكسار) وبقي حتى منتصف التسعينات دون نجاح يذكر... لولا عودته إلى أبل ولولا مساعدة ميكروسوفت لأبل في تلك الأيام (قامت بضخ المال) لما سمعنا عنه اليوم... لا أقلل من أهمية الرجل الذي جاء إلى أبل بنهاية التسعينات حين كانت على شفا الإفلاس وحولها في عقد من الزمن إلى إحدى أكبر شركات التقنية العالية في العالم، لكن مات أشخاص كثر أكثر أهمية ولم تكترث لهم الصحافة. كل ما أطلبه بعض التناسب في التغطية الإعلامية.
- موت الأمير سلطان: حدث يؤثر على السعودية ودول الخليج والدول العربية إلى حد ما لكنه لم يغير السياسة الخارجية السعودية بالمفهوم التاريخي.
- دعوة العودة: الحدث كان قبل أقل من شهر ونسيت حصوله حتى، مجرد كلام بلا رصيد.
- احتلال وول ستريت: هي حركة احتجاج شعبية ولا أرى أهمية لها تفوق حركات الاحتجاج التي اجتاحت العالم في الأعوام الأخيرين (مظاهرات الطلاب في بريطانيا، الاحتجاج باليونان وإسبانيا، الاحتجاج بإسرائيل، يمكنني حتى القول أن اعتصام حزب الله كان منها) وجميع هذه الحركات (باستثناء تونس ومصر) باءت بفشل ذريع ولم تحقق شيئا أما في تونس ومصر فنجاحاتها اسمية إذ تغير النظام شكليا فقط وهنالك بعض الحريات الفردية الإضافية لكن السياسة لا يبدو أنها ستتغير (نفس السياسة النيولبرالية) وصعدت قوى رجعية بواسطة الانتخابات.
خروج أمريكا من العراق: هو خروج شكلي أيضا إذ بقيت قوات أمريكية غير رسمية تفوق تصورنا، تحت أسماء مختلفة مثل تعاقدات ومستشارين إلخ.


مما قاله الزملاء أحداث كثيرة لم أفكر بها لكنها اختيارات بالغة التوفيق.
- زلزال اليابان والتسرب الإشعاعي: أضيف إليه تسرب النفط في خليج المكسيك، هي أحداث تظهر ضعف الإنسان أمام جبروت الطبيعة وتأتي مثل هذه الكوارث لتذكرنا دوما بعجزنا وضرورة اتخاذ الحيطة في المحافظة على الطبيعة. لا يمكن المبالغة بأهمية مثل هذه الأحداث، يبدو أننا (البشر) سنصل خلال سنوات قليلة إلى وضع لا رجعة عنه يؤدي إلى جعل الأرض كوكبا لا يصلح للحياة. العملية طويلة ولن نرى نتائجها غدا لكننا قد نجعل الأمر قدرا محتما اليوم وليس غدا. بكلمات أخرى إن لم نغير من تصرفاتنا فخلال فترة قصيرة سنحكم على الأرض حكم الإعدام الذي سينفذ بعد سنوات طويلة لكن لا فرار منه.
- الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو والعجز الأمريكي: في كلا الحالتين هما دليل على خلل ما في النظام الرأسمالي بصيغته النيولبرالية، وفي كلتا الحالتين كان رد فعل السياسيين سببا في زيادة الطين بلة. رغم ما تشيعه وسائل الإعلام فإن أزمة اليورو لم تحل وستتفجر بعد فترة وقد تكون أعظم بكثير من أزمة العقارات في أمريكا.

برأيي لا جديد تحت الشمس، أو كما يقول الأعاجم the more things change the more they stay the same أي مهما تغيرت الأمور فإنها تبقى على حالها (أو كلما تغيرت الأمور كلما بقيت على حالها). لكن لا شك أن انتفاضة الشعب العربي الواحد بمختلف الأقطار العربية أثرت على نفسيتي كثيرا وأعادت إلى الكثير من العزة بالانتماء إلى هذا الشعب.