اقتباس:أخطر ما يواجه سوريا هو مرحلة ما بعد سقوط النظام " الأمني في جوهره" ، لهذا أتفق معك في ضرورة حوار واسع و عميق و تفصيلي و لكن ليس بين النظام و المعارضة بين المعارضات بعضها البعض و بينها و بين كل فئات الشعب السوري الان و ليس غدآ . وهذا يبدوا أيضا مستحيلآ كما شعرت . يعني باختصار .. الله غالب .

هناك صراع بين معارضة الخارج و معارضة الداخل. و الأولى التي يشكل الاخوان المسلمين ثقلها الأساسي مدعومة بالبترودولار و تركيا و أمريكا و هي القادمة الى سدة الحكم في حال سقط النظام. يعني "العلمانيون" فيها بيبذلوا ظهورهم علشان الاخوان المسلمين الطائفيين يطلعوا عليها و يوصلوا للسلطة. و بعدها يفتحوا أبواب سوريا للغزو الفكري الوهابي على الرحب و السعة (مثلما حدث في مصر السادات). التاريخ يكرر نفسه و لا من يتعلم. و من يقول انه اللي خلع البعثيين بيخلع الاخوان المسلمين يعني هو مستعد انه يخضع للحكم الاسلامي أربعين سنة أخرى -قد الحكم البعثي- ان لم يكن أكثر! هل هذا سير الى الأمام أم رجوع الى الخلف؟

معارضة الداخل و تحديدا هيئة التنسيق تريد و تدعو للوحدة و عندما وقعوا الاتفاق تنصل منه غليون بضغط الاخوان المسلمين و تركيا (و اللي بيقولك الشارع أسقطه بيتناسى عمدا ان الشارع مغسول دماغه بالاعلام البترودولاري) لأن الاخوان ضد انتقال سلمي للسلطة لأنه سيحرمهم فرصة التنكيل و "الانتقام الدموي من البعثيين "العلويين". هذا الانتقام سيدخل البلد في "داحس و غبراء" طائفية أتوقع أن يحدث تدخل دولي لايقافها و على الأغلب سينتهي بتقسيم سوريا!!!
التدخل العسكري هو البند الذي يحول دون أي وحدة و اتفاق. و هيئة التنسيق ضد هذا التدخل و ضد أن تكون "مؤتمر لندن عراقي" آخر يؤدي لانهيار الدولة في آخر المطاف. أي عاقل يقبل بهكذا كارثة أصلا؟؟

أنا شخصيا ضد تدمير البيت و برأيي ما يجب تحقيقه هو التغيير الممكن ضمن اطار المحافظة على الوحدة الوطنية و سيادة البلد و بدون استقواء بالخارج. و أتصور أن مواصلة الضغوط على النظام ستوصله الى مرحلة يقبل فيها بالحوار فهذا سيكون أفضل له من الخسارة التامة و الاندحار الى مزابل التاريخ. غير هيك معناها احنا بندمر سوريا كلها بمنطق علي و على أعدائي!