(01-05-2012, 03:12 AM)عاشق الكلمه كتب:  ..........


أخى الفاضل بهجت :

العمل على أخراج مصر من المعادلة كلها هو عمل لا شأن له بأيران وسوريا , فحتى مصر مبارك " المستقرة " لم تكن لتتحرك فى حال ضرب ايران و سوريا , فأيران فى كلا المصرين هى فى حكم العدو , فهى فى نظر نظام مبارك تحاول الصعود كقوة عسكرية وسياسية للسيطرة على المنطقة , وبالنسبه للأخوان السنة فهم شيعة روافض وتكريم الحيوانات هو أليق من تكريم الروافض لأن الحيوانات أكرم وأشرف منهم أما سوريا فلو كانت مصر قد أستطاعت فعل شىء لوقف غزو العراق لربما أستطاعت أن توقف ضرب سوريا .

لذلك فأخراج مصر من المعادلة فى نظرى هو أستغلالا للفرصة والظروف ليس الا , كان يعتقد الأمريكان والاسرائيليون أن مصر خرجت من المعادلة نهائيا بعد حرب 67 الا أنه قد قامت قائمتها مرة أخرى فكان لابد من مهادنتها , واليوم وأستغلالا للفوضى والفراغ الأمنى فتلك فرصة ذهبيه لاعادة أخراج مصر من المعادلة باغراقها فى مستنقع الفوضى والحرب الأهلية وربما التقسيم .

لا أعتقد أن أمريكا تبحث عن غطاء سنى لضرب ايران فى ظل ما هو معلوم من خلافات سنية - شيعة , كما أنى لا أعتقد أن أمريكا ستضرب أيران أصلا , وأن أيران فى النهايه ستستطيع تحقيق مشروعها النووى والظفر به .

الأخ العزيز عاشق الكلمة .
مرحبا .
هناك آلية في اتخاذ القرارات هي The Second Best ، فعندما لا يتحقق الحل الأمثل لسبب ما ، نلجأ إلى إختيار أفضل الحلول الأخرى الممكنة ، هذا الحل التالي او The Second Best لا علاقة له غالبا بالحل المثالي الأولي ، لأنك تبدأ تحليلك مرة أخرى من البداية و تسير خلال مسارات مختلفة ، فقد يكون الحل الأمثل هو استثمار مليار دولار في مشروع معين ،و لكن الحل الثاني لن يكون غالبا استثمار 500 مليون مثلآ بل قد يكون سحب كل استثماراتك ، شيء مثل هذا في الموقف الأمريكي ، فالحل المثالي هو دعم و تقوية نظام مصري متعاون ضمن تحالف من القوى السنية التقليدية بقيادة السعودية مثلآ ،و لكن في غياب تلك القيادة المسيطرة المتعاونة ، لن يكون دعم أقل بل قد يكون إفقار مصر .
هذه أفكار مبدئية اتمنى على المصريين تأملها قليلا .
عن حاجة أمريكا إلى غطاء محلي .
أمريكا نظام ديمقراطي يتعلم من اخطائه غالبا - و ليس دائما - .
هل لو كنت امريكيا ألن تتسائل لماذا نجح جورج بوش الأب في عملياته ضد العراق كقائد لتحالف دولي - عربي و لم ينجح الإبن بالرغم من التكاليف المهولة للعملية الثانية ؟.
أعتقد أن حصول إيران على سلاح نووي لن يكون سهلآ أبدا ، هذا معناه انتهاء التفوق الإسرائيلي للأبد .الأمر صراع مرير له حساباته الكبيرة ، بالقطع لست ضد مشروع نووي إيراني ،و لكني أخشى ألا تكون حساباتهم دقيقة ، رغم ان الإيرانيين كانوا دائما حذرين و يتصفون بمهارة معتادة .
لا أعتقد أن الإخوان المسلمين يرون إيران مستودعآ للكفرة ، فبعض من الإخوان لهم علاقات وثيقة بقادة طهران ، هل اتحدث مثلآ عن أسماء مثل محمد الغزالي كفقيه و فهمي هويدي ككاتب إسلامي شهير . هل أحدثك عن زيارة وفد الإخوان المسلمين لطهران مهنئين الخميني وهم يهتفون بشعارهم بين يديه !.
الضغط على مصر الإخوان سيكون خطيرا جدا ، الإخوان يحكمون نصف الدول العربية أو هم في طريقهم لذلك ،والأصولية الشيعية التي مركزها طهران تسيطر على العراق و لبنان ، أما سوريا الثورة فهي إخوانية و النظام إيراني ( في كل الحالات ستكون معادية لأمريكا ) . ولا " مفيش مكان للأمريكان بين الديار" سوى في الخليج مؤقتا . هؤلاء الأجلاف لم يخسروا المنطقة فقط بل نحسوا كل من اقترب منهم ،و أسأوا لليبرالية و الدولة المدنية كألد أعدائها .
أليسوا أعدائها بالفعل ؟. هل ما فعلوه في فلسطين ترك لنا حلآ آخر سوى مبادلة التحقير بالكراهية ؟.